مصير أردوغان بيد بوتين او بايدن!
كتب معاون وزير الإعلام الأستاذ أحمد ضوا تحت عنوان "مصير اردوغان بيد بوتين او بايدن" مقالا في صحيفة تشرين جاء فيه:

تخيم أجواء التوتر (المسيطر عليه) على علاقات النظام التركي مع روسيا الاتحادية والولايات المتحدة في العديد من الملفات الساخنة والأزلية على المستويين الإقليمي والدولي، والسؤال المطروح هو من يبدأ الإطاحة بأردوغان بوتين أم بايدن؟

في المقلب الروسي بات التطاول التركي على الأمن القومي الروسي في درجة الخطر حسب تحليلات الكثير من السياسيين والمحللين الروس والأجانب حيث تجاوز التمدد التركي على التخوم الروسية المواقف السياسية إلى التدخلات العسكرية والأمنية المباشرة كما هو الحال في الصراع بين أذربيجان وأرمينيا، وفي أفغانستان إضافة للدعم السياسي والعسكري التركي لأوكرانيا ورفض أنقرة الاعتراف بضم روسيا للقرم.

ولا يتوقف التحرش التركي بالأمن القومي الروسي عند ذلك وإنما وصل إلى حد التأثير في الجمهوريات الروسية ذات الغالبية المسلمة وارتفاع نسبة المخاطر الكبيرة جراء تسهيل النظام التركي الأخواني عودة الآلاف من الإرهابيين الشيشانيين وغيرهم إلى هذه الجمهوريات، وزعزعة الاستقرار فيها، حيث أشار تقرير مسرب للاستخبارات الأميركية بأن أردوغان حاول جلب اهتمام بايدن إلى هذا الملف في إطار التنافس الروسي الأميركي وسعي واشنطن لإضعاف موسكو وزعزعة مضارب الدب الروسي.

كذلك الأمر لم يتمكن بوتين من إخفاء امتعاضه الشديد واستخدام لهجة حادة مع أردوغان لرفض الأخير الالتزام باتفاقيات أستانه وسوتشي حول سورية، وينسحب هذا التوتر على التدخلات التركية بأماكن النفوذ الروسي في ليبيا وعدد من الدول الإفريقية.

أما الخلافات التركية الأميركية فذات طبيعة مختلفة، فمنها ما هو متكتم عليه بحكم عضوية أنقرة في حلف شمال الأطلسي والمعلن عنه يرتبط بشراء تركيا لمنظومات دفاع جوي روسية وملف حقوق الإنسان، والموقف المتباينة بين الطرفين حول وظيفة ميليشيات قسد العميلة في المناطق التي تحتلها القوات الأميركية في الجزيرة السورية، إضافة لاختلاف وجهات النظر حول التدخلات التركية في شؤون أدوات واشنطن في المنطقة والملفين القبرصي واليوناني، وينحصر الاتفاق الواضح بين البلدين في المنطقة في دعمها وتوظيفها للإرهاب الدولي والتماهي مع السياسات العدوانية لكيان الاحتلال الإسرائيلي.

إن السؤال المهم هو ماهي نقاط القوة لدى واشنطن وموسكو للإطاحة بأردوغان في ظل الظروف الحالية وما هو مدى تأثير الدولتين على السياسة التركية؟

حتى اليوم لا تواكب المواقف الروسية من النوايا الخطيرة للنظام التركي التحديات المترتبة عليها وهذا يضع القيادة الروسية أمام مفاصل صعبة إذا انقلب أردوغان وحكومته في لحظة متوقعة على علاقاته مع القيادة الروسية، صحيح أن التاريخ يميل إلى الكفة الروسية في الحروب التي نشبت بين الدولتين، ولكن الظروف والمتغيرات قد تصعب على روسيا أي مواجهة قد تحصل في المستقبل.

من الجانب الأميركي يمكن أن تفعل واشنطن الكثير ضد تركيا لتأديبها أو تدفعها إلى التراجع عن مواقفها ولديها خيارات متعددة ويكفي أن تمارس إدارة بايدن ضغوطاً على الاقتصاد التركي بمشاركة حلفائها الأوروبيين لتحشر أردوغان ونظامه في الزاوية ومن هنا تأتي خطورة عودة النظام التركي إلى بيت الطاعة الأميركي في لحظة مفصلية على روسيا الاتحادية.

حتى اليوم يترنح النظام التركي في علاقاته بين موسكو وواشنطن ولكلا العاصمتين أسبابهما بالحفاظ على شعرة معاوية معه، ومن الصعب معرفة أي من الدولتين ستبدأ بحفر قبر أردوغان أولا، ولكن هذا متوقع في لحظة إذا استمر بانتهاج سياسة انتهازية نفعية على حساب كلا الدولتين ومصالحهما وأمنهما القومي.

تراوح الأحداث في الشرق الأوسط بمكانها وكل الاحتمالات قائمة بشأن مآلاتها وظهور الدخان الأبيض من عدمه مرهون بتراجع رعاة الارهاب والقبول بفشلهم في تحقيق أهدافهم بالقوة العسكرية والإرهاب. 
2021-11-06