دعاة الحل السياسي!

بقلم: أحمد ضوا

تدخل الحرب الإرهابية على سورية عامها العاشر على وقع الحديث الساخن عن الحل السياسي الذي يحاول رعاة الإرهاب تطويعه لينسجم ويحقق أهدافهم التي فشلوا في الوصول إليها عبر الإرهاب والعدوان المباشر والإرهاب الاقتصادي والحرب النفسية على الشعب السوري.

 

خلال هذا الأسبوع أدلت الولايات المتحدة راعية الإرهاب والاتحاد الأوروبي بدلوهم فيما يتعلق بالحل السياسي، الذي من وجهة نظرهم يجب أن يؤدي إلى الانتقال السياسي، وهذا يعني بمفهومهم أن أي حل لا يؤدي إلى الانتقال لن يرى النور.

 

يتناول رعاة الإرهاب الوضع في سورية متنصلين من المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية بحق السوريين، والدمار الذي خلفه تحالف الولايات المتحدة غير الشرعي في مدن سورية عديدة ومنها الرقة ودير الزور ومنطقة الجزيرة عموماً، ويضللون العالم بأن حصارهم الاقتصادي على سورية هو للدفع بالحل السياسي وإنهاء الأزمة، بينما في الواقع تتركز كل ضغوطهم لتحقيق أطماعهم بعيداً عن مصالح السوريين وتطلعاتهم.

 

إن الحل السياسي في سورية يمكن أن يحصل بين ليلة وضحاها إذا توقفت الولايات المتحدة وحلفاؤها في المحور الراعي للإرهاب عن التدخل في الشأن الداخلي السوري، والانسحاب غير المشروط لكل قواتها من الأراضي السورية، والتوقف عن ممانعة الجيش السوري من تطهير البلاد من فلول الإرهابيين، والتخلي عن أدواتها ومرتزقتها على الأرض وفي الخارج الذين تصنفهم بالمعارضة وهم في الحقيقة مجرد عملاء في المشروع الأميركي الصهيوني العدواني.

 

وكذلك الأمر إن الحل السياسي وانتهاء الحرب مرهون بأن تتوقف أدوات واشنطن في المنطقة عن التدخل في الشؤون الداخلية لسورية، وأن تلتفت إلى دولها وأوضاعها وتكف عن تمويل التنظيمات الإرهابية وتصفية الحسابات مع خصومها من الدول الأخرى في المنطقة على أراضي الغير.

 

من المعلوم تاريخياً أن نهاية أي حرب تكون بفرد الطاولة أمام المتخاصمين أو الرابحين والخاسرين، وفي الحرب التي شنت على سورية يعرف كل العالم أن سورية كدولة كانت تدافع عن شعبها وكيانها بوجه عدوان خارجي تقوده الولايات المتحدة، التي كشفت عن أهدافها من قيادة هذه الحرب وتوظيف الإرهاب الدولي فيها منذ البداية، وإن واشنطن تتهرب من الجلوس على طاولة التفاوض لأنها تدرك حقيقة فشلها في هذه الحرب على المستوى العسكري والإرهابي.

 

لقد حول رعاة الإرهاب مفهوم الحل السياسي إلى مسألة خلافية، ولو أنهم يريدون إيقاف الحرب لقبلوا بفرد طاولة التفاوض مع الحكومة السورية على أساس النتائج والوقائع على الأرض، ولكنهم يدعون للحل السياسي جهارا ويعرقلونه عملياً.

 

إن مفاوضات جنيف لن تصل إلى أي نتيجة ما دامت الولايات المتحدة وحلفاؤها يصرون على مواقفهم وشروطهم، التي عجزوا عن تحقيقها بدعمهم للإرهاب في سورية وعدوانهم عليها واحتلالهم لأجزاء من أرضها، وهي عبارة عن مخاض يؤمل منه الوصول إلى نقطة التقاء تقتنع فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها بعدم الجدوى من التعويل على الزمن لتغير مشهد تحول إلى واقع بفضل صمود السوريين وتضحياتهم.

 

تراقب واشنطن عن كثب نتائج إرهابها الاقتصادي على الشعب السوري كخيار أخير لدفعه إلى اتجاهات تخدم أطماعها، ولكن في المقابل يدرك جميع السوريين نوايا واشنطن وبالتالي لن تكون خياراتهم إلا في الاتجاه الذي يخدم وطنهم في مواجهة هذا العدوان الاقتصادي رغم المعاناة الشديدة.

 

لن تعدم سورية الوسائل عن مواجهة الإرهاب الاقتصادي، وعندما تتمكن الحكومة السورية من تأمين احتياجات المواطن الأساسية لن يكون أمام واشنطن وحلفائها إلا التفاوض أو التغطية على طي هذا الملف بانتظار ظروف أفضل.

2021-03-14