"أبدؤك ولا أنتهي".. نصوص من الشعر المنثور لعبد الله الشاهر

تتجلّى دمشق في مجموعة الدكتور عبد الله الشاهر الشعرية “أبدؤك ولا أنتهي” فتظهر بعفوية كما هي عليه على أنها بوابة الشرق وعاصمة التاريخ وأيقونة جماله إضافة إلى نصوص أخرى يكتمل فيها التعبير عن ذات المؤلف وترصد منعكسات الواقع على ورغم نثرية النص يعبر الشاهر بانسياب عاطفي عن خلجات روحه وهو يتمشى في شوارع الشام ويستعيد ماضيها وتاريخها بدلالات فنية وفق نسيج بنيوي مدروس حيث قال في قصيدة حقل الياسمين:

 

“دمشق التي تخجل المدن من عينيها .. دمشق العشق الذي لما يزل رسمها على حواف شفاف القلوب .. دمشق النقاء”.

 

وثمة تداعيات نفسية في ظل القهر رصدها الشاهر في حيوات الناس المنكسرة على أبواب الظلم الإنساني الذي سببته مؤامرة باحثة عن الفريسة واضطهاد الآخر فيقول في نص بعنوان “وقت للحل” :

 

“يصبح الناس .. لا وقت لهم لأن يعيشوا الحياة .. لانشغالهم

 

بالبقاء .. حينها ينسون وجودهم بحثا عن وجودهم .. ليقعوا في

 

دوامة اللاوعي”.

 

كما يصور الشاهر وجع التشرد والغربة وما حل من ألم وتحولات غيرت المفاهيم بشكل أراده أن يكون حاملا لفنية النص النثري متماسكا على أنه متوازن الفكرة عبر الحركة البيانية التي تصل إلى خاتمة مقنعة بما تخلفه من أثر وجداني يقول في نص “سقط الذاكرة”:

 

“يمكنني اليوم أن أقول : هنيئا للحب على فجيعتنا .. على

 

غربتنا .. شعرت اليوم أنني قادر على الكتابة عنك .. فأشعلت

 

سيجارتي ورحت أطارد دخان الكلمات التي أحرقتني منذ سنوات”.

 

ومضامين أخرى في المجموعة التي نشرتها دار العتيق للطباعة والنشر.

 

ومؤلف المجموعة الدكتور عبد الله الشاهر من مواليد مدينة الميادين يحمل إجازة في علم الاجتماع من جامعة “دمشق ودرجة ماجستير ودرجتي دكتوراه من الجامعة الدولية “الأمريكية” في “القاهرة” وهو عضو في جمعية البحوث والدراسات باتحاد الكتاب العرب صدر له عدد من كتب الدراسات والنقد منها حول الشعراء مظفر النواب وتوفيق أحمد وبدر شاكر السياب إضافة إلى مجموعتين شعريتين هما “تداعيات قلقة” و”بوح”.

2020-09-07