كمال سحيم: الشاعر من تجد قصيدته طريقها إلى الحياة بعد موته
تعتبر تجربة الشاعر كمال سحيم من التجارب المعاصرة المهمة بعد جيل الرواد لما تحمله من مضمون حداثي مفعم بالموسيقا والمعنى ولما تشكله من تجربة مختلفة ومتميزة.
 

ويذكر الشاعر سحيم أنه يعي تجربته الشعرية كما يعي لحظات تدفق الحياة وكل لحظة ألم أو سعادة أو مسؤولية ويعي وجوده وهو يتنفس وينبض شعراً.

 

أما لماذا الشعر فيرى سحيم أن الأحرى أن تقول لماذا الهواء والشجر والفراشات والماء والنجوم والتراب فالشعر بالنسبة له هو كل الكون من الأزلية إلى الأبدية وإلى لحظة يقظته أو انبعاثه وهو تلك الأنفاس المتدفقة والأصوات والينابيع الخفية في الجبال وهو التدفق الكامن في الأعماق معتبراً أن الشاعر هو الذي يعود شعره إلى الحياة بعد موته.

 

وعن مجموعته الشعرية الأولى “لو أنها” يشير سحيم إلى أنها مجموعة نصوص كتبت على وزن التفعيلة في معظمها إضافة إلى نصوص مزجت بين التفعيلة والنص النثري جمعها مما كتبه بين عامي 1976 و 1990 لأن الشاعر قد يكتب كل نتاجه بقصيدة واحدة ذات وجد عالٍ ويحمل ما تبقى من قصائده أكثر من اهتمام وجانب متنوع بين الوجداني والعاطفي والإنساني والوطني وغيرها وربما جاءت قصائده متداخلة الهموم والوجع.

 

وحول علاقة الشعر بالنقد يرى سحيم أن هنالك كثيراً مما سماها استفزازات نقدية أصغر من حجم القصيدة التي هي أكبر معتبراً أن النقد الذي لا يخترق القصيدة ويصل إلى وجعها وآليات تكوينها وتراتبات مفرداتها وإيقاعاتها ويكتشف تحشيد هيكلها المكون من لغة وموسيقا وأخيلة ومشاعر وبناء خارجي وداخلي ليس نقداً مطالباً بألا يتركز النقد على شعراء أعلام أخذوا حقهم منه وتجاهل الحركة الشعرية الحية للشعراء الجدد مهما بلغت أهمية قصائدهم.

 

وعن مجموعته الشعرية “مزامير طاغور” يبين سحيم أنه تمثل فيها شاعر الهند بمزامير وطنية التي كان الأحرى أن تكون مزامير ابن سحيم الدمشقي عبر نصوص حملت الهم الوطني والمقاوم من الشعر الموزون والنثري وتحدثت عن الوجع بشكل مكثف لافتاً إلى اعتراضه على مسمى قصيدة النثر فالشعر عنده هو النص الموزون فقط.

 

ويؤكد سحيم أن الحرب الإرهابية على سورية كانت عدواناً آثماً وهو ما حدا بالشعراء إلى الوقوف إلى جانب الجيش العربي السوري والتغني بانتصاراته التي أفشلت العدوان مشيراً إلى كتابته عدداً من المجموعات الشعرية والنصوص الأدبية التي تشيد بالوطن وتقدس ترابه وأبطاله.

2020-07-24