إنجازات السوريين وعويل المتآمرين

بانتظار النتائج النهائية للانتخابات التشريعية، تبقى الحقيقة الراسخة بأن السوريين جسدوا بإقبالهم الكثيف على صناديق الاقتراع مشهداً ديمقراطياً يعكس إرادتهم الحرة بالحياة، رغم كل ما يتعرضون له من حرب إرهابية، وما يرافقها من حصار وإرهاب اقتصادي، وضغوط سياسية، عوّلت عليها منظومة العدوان للتشويش على الانتخابات وتعطيلها، لكن حجم تلك التحديات لم تمنع السوريين من التمسك بحقهم الدستوري فحسب، وإنما زادتهم إصراراً وتصميماً على قول كلمتهم الفصل بأنه لا توجد قوة في العالم قادرة على قهر إرادتهم، ولذلك مع كل إنجاز ونصر جديد لهم، يسعى الأعداء لتفريغ هذا النصر من مضامينه لمنعهم من قطف ثماره والبناء عليها، وهذا ما عكسه العدوان الصهيوني الغادر.

العدو الإسرائيلي هو جزء أساسي في منظومة العدوان، وشريك رئيسي للإرهابيين، يتقاسم معهم ارتكاب الجرائم، ويؤازرهم عندما يتقهقرون في الميدان، واعتداءاته السافرة في هذا التوقيت تشير إلى حالة الهيجان العاصفة بمشغلي الإرهاب، العاجزين عن اختراق جبهة الصمود السوري، التي باتت حديث العالم بأجمعه، فالكل يشاهد مفاعيل هذا الصمود، وكيف يترجمه السوريون بحياتهم اليومية، في الدفاع عن بلدهم، ومواجهة الضغوط والتحديات، وممارسة حقوقهم الانتخابية والدستورية.

الانتخابات جرت بجو ديمقراطي سليم، ورغم أنها استحقاق دستوري تجريه معظم دول العالم، إلا أنها في سورية تأخذ طابعاً استثنائياً في هذه الظروف الدقيقة والحساسة، حيث نجاحها يعتبر استكمالاً للانتصارات الميدانية التي حققها الجيش العربي السوري، والانتصار في المعركتين العسكرية والسياسية، سيولد انتصاراً آخر في المعركة الاقتصادية، وسيكون لمجلس الشعب دور قوي مؤثر في مواجهة العقوبات الغربية الجائرة وقهرها، من خلال العمل على تعزيز مقومات الصمود لكسب معركة إعادة إعمار ما خربه الإرهاب، وتمتين دعائم اقتصادنا الوطني، حيث الدفع قدماً بدوران عجلة الإنتاج الصناعي والزراعي، وتأمين كافة المستلزمات الضرورية لحماية العملية الإنتاجية، واستثمار كل قطعة أرض لزراعتها، وتوفير المناخ المناسب للاستثمار وجذب المستثمرين، كلها بحاجة لسن القوانين والتشريعات اللازمة للنهوض مجدداً، وهذا لن يكون بالأمر الصعب على شعب خبر سابقاً كل أشكال الحروب والضغوط والتحديات، وانتصر.

إجراء الانتخابات بموعدها الدستوري هو نصر إضافي لكل السوريين، وهزيمة أخرى مدوية لأقطاب منظومة العدوان، هي عززت المناخ الديمقراطي الحقيقي المتجذر، وقوضت أوهام المراهنين على إضعاف الدولة السورية بكل مؤسساتها الوطنية، وجددت التأكيد على أن السوريين يمتلكون من الوعي والمقومات الوطنية ما يجعلهم قادرين على صد أي عدوان يستهدف أرضهم وسيادتهم وقرارهم الحر المستقل، وفي الوقت ذاته عرت مرة أخرى قبح سياسات الغرب الاستعماري الذي صوب سهامه المسمومة لمنع السوريين من إنجاز استحقاقهم، والتأثير في مسار العملية الديمقراطية، لتتكشف أكثر حقيقة الديمقراطية الغربية الزائفة، التي هي مجرد كذبة كبيرة تعيشها شعوب تلك الدول, وفزاعة تستخدمها ضد كل من يعارض مشاريعها الاستعمارية، فباسم ديمقراطيتها المزعومة تلك، سعت لعرقلة الاستحقاقات الوطنية للسوريين، وباسم الحرية التي تتشدق بها ليل نهار، أرادت التشويش على حرية التعبير لدى السوريين في اختيار مستقبلهم، وإبعادهم عن المشاركة في حياتهم السياسية والدستورية، ولكن النتيجة كانت صفعة قوية لكل المراهنين على زرع الوهن لإضعاف السوريين، وتثبيط عزيمتهم.

السوريون أنجزوا استحقاقهم الدستوري بنجاح، فانتصروا لوطنهم رغماً عن أنوف الأعداء الحاقدين والغزاة الطامعين، انتصروا بقوة صمودهم وصلابة عزيمتهم، وبعمق جذورهم الحضارية، انتصروا بقوة جيشهم البطل وعظيم تضحياته، وهم اليوم أكثر إصراراً وتصميماً على استكمال معركتهم لإنجاز نصرهم الكامل على الإرهاب وداعميه.

 

2020-07-22