على عتبة الانتخابات

بقلم: علي نصر الله


 أسابيع قليلة تَفصلنا عن مَوعد الانتخابات البرلمانية، وعن انطلاق حَملات المُرشحين التي تُعبر عن البرامج الانتخابية، وعن الرؤى التي تَسعى الأحزاب والقوى الوطنية لتَرجمتها العملية، وتلك التي يَعمل المُرشحون المُستقلون لطرحها تحت قبة مجلس الشعب، تَصليباً للجبهة الداخلية، وتَعزيزاً للثقة بالدولة القوية الصامدة المُنتصرة.

تَجري الاستعدادات للانتخابات كاستحقاق دستوري يتم في مَوعده المُحدد، في وقت تَشتد فيه الهجمة الشرسة ضد وطننا، تُصعّد فيه منظومة العدوان بقيادة الولايات المتحدة الإجراءات الظالمة أحادية الجانب، لتُسجل مُخالفة جديدة وتَطاولاً آخر على القوانين الدولية، ولتُضيف دليلاً آخر على جريمتها وعربدتها وتجاوزاتها.

مع شروق شمس كل يوم نَتقدم فيه باتجاه مَوعد الانتخابات لا يُستبعد أن تَتَفتق الذهنية الأميركية الأطلسية المُتصهينة عن جديد في مُسلسل التضليل والاستهداف، بل من المُتوقع أن يَتضاعف الجنون لدى منظومة العدوان، ومن المُرجح أن تُبدي أطراف هذه المنظومة أشكالاً مُتعددة من الحَماقة التي لا تَعكس في الواقع إلا أوجه الفشل التي تُضاعف بدورها هيستيريا الخَشية من اكتمال هزيمتها مُجتمعة.

على عَتبة الانتخابات نقفُ بقوّة الثابت على الموقف، المُدافع عن الحق، نَتقدم خطوة إضافية واثقة باتجاه استكمال النصر المُؤزر، الناجز بدحر الإرهاب التكفيري المُصنع في دوائر استخبارات أميركا والغرب المُتصهين، والذي لن يقبل السوريون أقل من استكماله بجعل منظومة العدوان تُلملم حُطام "قيصر"، وأشلاء بقايا فلول تنظيماتها الإرهابية، وتَرحل عن سورية والمنطقة مُحملة بحقائب الخيبة.

قطعَ السوريون موعداً مع انتخابات ستَجري رغم كل التحديات، لتَكون الرسالة الأهم المُعبرة عن صمودهم وعن رغبتهم في كتابة صفحة جديدة في سجلات الكرامة والسيادة، ولتكون المُؤشر الحقيقي الذي يُثبت عزمهم على مواصلة المقاومة وتمسكهم بخطها ونهجها الرافض لكل أشكال الاحتلال والاستلاب والهيمنة، ولتكون الرسالة السياسية الشعبية التي تَعكس بمَوثوقية عالية مزاج الرأي العام بالتصميم على إعلاء راية الوطن وشأنه وتأكيد الاصطفاف الوطني خلف جيشه الباسل وقيادته الشجاعة.

يَتحضر السوريون لخَوض تجربة الانتخابات كمُرشحين وناخبين مُتسلحين ببوصلة وطنية لم تَنحرف يوماً. يُراقبون المُعسكر المُعادي ولديهم الإجابات الحاسمة التي تَرد على كل تفصيل وجُزئية تُطرح في سياق مُسلسلات الاستهداف والتضليل والتشكيك، بل نَجزم يَقيناً أن رسائل السوريين ستكون أكثر وضوحاً وتأثيراً في هذا التوقيت، تَرسيخاً للموقف وتَكريساً للحالة الوطنية، بمَعزل عن أنّ ذلك يأتي في إطار الرد على مُعسكر العدوان ومنظومته بهذا المقدار أو ذاك.

الأدلةُ على اليَقين المُتشكل لدينا من أنّ رد شعبنا سيكون واضحاً ومُؤثراً كثيرة مُتعددة، لا يَتسع المجال لذكرها وتَعدادها، لكنّ أحد هذه الأدلة التي تؤكد تَحفز السوريين للرد، يَتلخص ربما بما نَرصده من هيستيريا تُبديها واشنطن كمركز قيادة لمنظومة العدوان، حيث باتت تعرف يَقيناً أيضاً أنّ خط سورية الوطني المُقاوم هو المُرشح للفوز، ولهذا فهي تذهب ومن معها للتصعيد وللنفخ بما صار خَلفنا مما تَجاوزته الأحداث والتطورات، ومما أصبحت فُرص العودة له تُلامس العَدَم .. لحديث الانتخابات، لحكاية الصمود، ولقصة السيادة .. بقية ومناسبات.

2020-06-23