حملة «ليرتنا عزتنا» تحرّك ركود الأسواق في حلب

لاقت حملة الشراء بليرة واحدة صداها الطيب عند أبناء حلب، إذ أصبحت حديث الشارع من دون أن يخلو ذلك من بعض الطرافة، وتالياً حتى لو لم تحقق هذه الحملة غايتها كما يروج البعض تكون قد ساهمت فعلياً في إدخال الفرح إلى قلوب أهالي حلب بعد سنوات طويلة من القهر بسبب تداعيات الحرب والحصار.

تفاؤل المشاركين بتحقيق الحملة جدواها عند اتساع نطاقها عبّر عنه أغلب من التقيناهم مع اختلاف أساليب المشاركة وعروضها من جراء تنوع الفعاليات التجارية وإن كانت للقطاع الغذائي المساهمة الأكبر، حيث أكد حسان القصير ل«تشرين»- رئيس الجمعية التعاونية الاستهلاكية في منطقة الجميلية، مشاركة بعض التجار في الحملة بغية دعم الليرة وتقويتها والمساهمة تدريجياً في تخفيض الأسعار بعد استرجاع العملة المحلية قيمتها، لافتاً إلى أن تاجراً شارك في حملة الليرة من خلال بيع كيلو الرز بليرة عبر عرض منتجه في الصالة، وقد شهد ذلك إقبالاً كبيراً من المواطنين بحيث انتهت الكمية خلال نصف ساعة، لافتاً إلى دعوة التجار الذين يعرضون بضاعتهم في الصالة إلى المشاركة في هذه الحملة على نحو يسهم في تحقيق الحملة غايتها .

وهو ما يشير إليه زياد الصباغ صاحب محل موبايلات بقوله: نحن نشارك في حملة الليرة على طريقتنا عبر تخفيض أسعار «إكسسوارات» الموبايل إلى النصف تقريباً، فنحن نريد العيش فقط وليس المتاجرة وتحقيق الأرباح وفي النهاية ليرتنا عزنا ولا غنى عنها أبداً، لذا يجب على جميع الفعاليات المشاركة من أجل المساهمة في دعم الليرة تقويتها وتخفيض الأسعار على نحو يضمن معيشة أفضل للمواطنين.

والأمر ذاته أكده صاحب محل حلويات سلورة، الأشهر في حلب فادي سلورة عبر إعلانه الانضمام إلى حملة دعم الليرة من خلال بيع صحن الحلو بليرة، حيث تجمهر المواطنون أمام المحل للاستفادة من العرض الذي استمر عدة أيام، ليبين أن هدف الانضمام إلى الحملة هو حماية الليرة والمساهمة في تقويتها وتدريجياً النهوض بالاقتصاد المحلي، عبر المساعدة في تحريك الركود الحاصل في الأسواق الحلبية. وقد شارك عدد من محال بيع اللحوم في الحملة عبر تخفيض سعر اللحوم إلى النصف تقريباً، حيث انضم المحل المستثمر في صالات «السورية» للتجارة في منطقة الرازي إلى هذه الحملة، عبر بيع كيلو لحمة الغنم ب5000 ليرة وذلك لمدة 3 أيام، لافتاً إلى أنه عرض لحوم بقيمة 15 مليون ليرة بهدف المساهمة في إطعام الفقراء أولاً وتعزيز قيمة الليرة ضمن مبادرة «ليرتنا عزنا». حملة «ليرتنا عزنا» دعا إليها مواطنون بسطاء غايتهم حماية عملتهم وتقويتها ومنع انهيارها، وسرعان ما انضم إليهم العديد من الفعاليات التجارية والصناعية من تلقاء أنفسهم كلٌّ بطريقته، من دون دعوة من غرف التجارة والصناعة، التي يفترض أن تكون لها مساهمات كبيرة في هذا الجانب عبر دعوة التجار والصناعيين إلى المساهمة بهذه الحملة من دون حسابات الربح التي غالباً ما يسعون إليها

 سر غرفة تجارة حلب زهير مهروسة أشار إلى أن الغرفة لم تنضم إلى هذه الحملة، على اعتبار أن جدواها غير واضحة، لكن الغرفة ستطلق مبادرة خاصة بها عبر توزيع سلل غذائية بقيمة 10 ملايين ليرة بغية المساهمة في تخفيف الأعباء المعيشية على المواطنين، مشيراً إلى أن توزيع هذه السلل سيكون قريباً من دون تحديد التوقيت والزمان لإطلاق هذه المبادرة، التي سيتم مناقشة وضع آلية للتوزيع خلال الفترة القادمة.

2020-01-26