أمريكا وشركاؤها الأكراد يدفعون ثمن فشل موظفي ترامب بتزويده بخطة للانسحاب من سورية

اعتبر آرون شتاين في موقع  "وور أون ذا روكس" الأمريكي أنّ الغضب من ترامب بسبب سحب بعض القوات الأمريكية من سورية في غير محله، فقد كان ترامب واضحاً بشأن نواياه في سورية، حيث أعلن في نيسان 2018، أنّه بعد سنوات من خوض الحروب، حانَ الوقت كي تنسحب أمريكا من سورية ولتسلّم مسؤولية الاحتفاظ بالأراضي التي حُرّرت من "داعش" إلى دول المنطقة.

ولفت الكاتب إلى أنّه لأكثر من عام، كان من الواضح أنّ ترامب أراد مغادرة سورية، وكان يجب على موظفي الأمن القومي أنْ يستمعوا له ويضعوا سياسة مناسبة للانسحاب، لكنهم تمردوا على قرارات الرئيس، وبدلاً من التخطيط والبدء في تنفيذ انسحاب منسق، عمل مبعوث ترامب إلى سورية ووزارة الدفاع لضمان بقاء واشنطن، وتجاهُل حقيقة أنّ ترامب سيأمر في النهاية بالانسحاب.ش

ولفت الكاتب إلى أنّ أمريكا وشركاؤها الأكراد يدفعون ثمن فشل موظفي ترامب في تزويده بالشيء الوحيد الذي يريده: وهو خطة لسحب القوات الأمريكية من سورية. ورأى الكاتب أنّ قدرة أمريكا الآن على التأثير في النتائج في سورية محدودة أكثر ممّا كانت عليه من قبل، وحتى إذا اتخذت واشنطن قراراً سخيفاً بترك قوّة صغيرة للاحتفاظ بحقول النفط السورية، فإنّ النتيجة النهائية ستكون هي نفسها.

_أشار نيال ستانيغ في مجلة "ذا هيل" الأمريكية إلى أنّ الرئيس ترامب حاول تحويل عملية قتل زعيم "داعش" أبي بكر البغدادي لنصر شخصي، علماً أنّ مقتل زعيم "داعش" لن يغيّر قواعد اللعبة بالنسبة لترامب، فالرئيس حقق نجاحاً مهماًّ بمقتل زعيم داعش أبي بكر البغدادي، إلاّ أنّ الخبراء السياسيين يعتقدون أنّ هذا النجاح لن يغيّر من وضعه الداخلي بالنسبة للمشكلات التي يعاني منها.

وأضاف الكاتب أنّ أوباما حصل على زيادة في شعبيته بعد مقتل ابن لادن في أيار 2011، ففي الأسبوع الذي سبق قتلُ ابن لادن كانت شعبية أوباما، بحسب استطلاع أجراه معهد "غالوب"، متدنية، حيث كانت نسبة 44% فقط من الأمريكيين تدعم أداءه، إلاّ أنّ هذه النسبة زادت بعد مقتل بن لادن إلى 51% ، وفي العام التالي، أي في الوقت الذي كان يخوض فيه أوباما معركة لإعادة انتخابه، لخّص نائبه جوزيف بايدن الإنجازات التي قامت بها إدارته، بقتل ابن لادن، وإنقاذ صناعة السيارات.

ورأى الكاتب أنّه من غير المرجّح أنْ يؤدي مقتل البغدادي إلى الأثر نفسه لدى ترامب، ليس فقط لأنّ زعيم "داعش" غير معروف بشكل واسع في أمريكا، وإنّما أيضاً لكون ترامب شخصية مثيرة للانقسام، بالإضافة إلى أنّ موقف ترامب مرتبط بشكل أقرب بالشؤون الداخلية، مثل إجراءات محاكمته ووضع الاقتصاد.

2019-11-13