«هياج» المهزومين

 بقلم: عبد الرحيم أحمد

مشهد رئيس النظام التركي مهزوماً على مشارف خان شيخون لا تمحوه عربدات الإسرائيلي المتوتر في أجواء لبنان وسورية ولا هجمات الإرهابيين أمس على محور ريف إدلب الشرقي، فانتصار خان شيخون وريف حماة الشمالي يمهد لانتصارات أخرى سنراها قريباً في إدلب والمنطقة الشرقية.

على عجل طلب أردوغان زيارة موسكو، وقبلها تدخل العدو الاسرائيلي بعدوان على سورية ولبنان، كيف لا وحلفاؤهم في ورطة.. محاصرين ومهزومين.. كان لا بد من عمل شيء لحرف الأنظار وتعمية المشهد، لكن المحاولات باءت بالفشل.. فكل محاولة وأنتم مهزومون.

الهجوم الإرهابي الكبير على المحور الشرقي بريف إدلب ليس إلا هجوماً تركياً، قاده أردوغان بنفسه، والعدوان الإسرائيلي لم يكن سوى صدى لسعار أردوغان، وعندما انجلى غبار المعارك تبين خيط النصر السوري من سواد حقدهم.

لقد بات يقيناً أنه مع كل انتصار للجيش العربي السوري ضد التنظيمات الإرهابية تتحرك الدول الراعية لها من النظام التركي إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي والأميركي الراعي الأكبر لنجدتهم وتعويض فشل أدواتهم، لكن رسائل الرد السورية كانت كافية لوقف «هياج» أردوغان وحليفه نتنياهو وستظل كافية إلى أمد طويل.

من سورية إلى لبنان يسقط نتنياهو في محاولاته العدوانية، فرد لبنان المقاومة والرئاسة على اعتداءاته جعل الإسرائيليين يقفون خلف «الحيط» بحثاً عن مخابئ لهم، فلم يعد مقبولا أن تعتدي «إسرائيل» وتبقى في مأمن.

وفي الخليج رغم الهدوء النسبي في أجواء هرمز الذي فرضته معادلة القوة وقوة الردع الإيراني، لا يزال الوضع الخطير الذي أثارته حماقات ترامب قابلاً للانفجار مع أي خطوة «هياج» غير محسوبة من دعاة الحرب في البيت الأبيض والبنتاغون.

«هياج» المهزومين قد يشعل حرباً في المنطقة، لكن الكلمة الفصل فيها لأصحاب الأرض.. وصاحب الأرض سلطان، ونحن على أرضنا منتصرون وكل معتدٍ إلى زوال.. قبل ثلاث أو أربع وحتى ست سنوات كان الكثير من قادة الدول الغربية يعدون الأيام والأشهر.. وكلهم يردد عبارة «باتت معدودة» فإذ بهم في عداد المترجلين الراحلين، وبقيت سورية الوطن والقائد والشعب.

2019-08-28