“نوادر سورية”… 45 تسجيلا وثائقيا تعرض للمرة الأولى


“نوادر سورية” مجموعة من التسجيلات المصورة لتاريخ سورية الحديث عرضتها للمرة الأولى مؤسسة “تاريخ دمشق” في الهواء الطلق بحديقة المتحف الوطني وتضمنت التسجيلات ما يقارب 45 تسجيلا وثائقيا لأعوام امتدت بين عام 1918 وعام 1971 صورت أحداثا سياسية واجتماعية واقتصادية ومشاهد عامة ويوميات من مدينة دمشق.

الأفلام التسجيلية التي جاءت بتقنية “الأبيض والأسود” قدم المؤرخ الدكتور سامي مبيض رئيس مجلس أمناء المؤسسة شرحا عنها بدءا من فيلم نادر لمدينة دمشق يعود لعشية خروج الاحتلال العثماني عام 1918 وأخر صور عام 1925 ويتضمن مشاهد من خان أسعد باشا الذي كان يتم فيه تسعير الحبوب ولقطات لحي الميدان إضافة إلى فيلم عن الأمير سعيد الجزائري حفيد المجاهد عبد القادر الجزائري مع أسرته بقصر العائلة في “زقاق النقيب”.

ومن فترة الثلاثينيات عرضت أفلام عدة من بينها فيلم يتناول “طقس رمضان في دمشق والاحتفالات المصاحبة له” وفيلم عن أسواق دمشق وروادها ومن زمن الأربعينيات عرضت 6 أفلام منها ما صور لقطات من الجو للمعالم الأثرية والأسواق الشعبية والانتخابات النيابية سنة 1943 وفوز المناضلين ضد الاحتلال فيها مع لقطات من منزل الشاعر الراحل نزار قباني حيث كان والده من المطالبين باستقلال سورية وفيلم عن العدوان الفرنسي عام 1945 وتضمن حديثا وأفلاما تناولت حضور سورية في مجلس الأمن 1948.

ومن خمسينيات القرن الماضي عرض ما يقارب 21 فيلما تناولت مضامين مختلفة منها الانتخابات النيابية والاستعراضات العسكرية والتدريبات العسكرية الشعبية وحالة الرفض العام للتهديدات التركية ضد سورية وانطلاق معرض دمشق الدولي وزيارات لشخصيات مهمة لدمشق مثل نهرو وغيفارا وتأييد الشعب السوري للوحدة مع مصر.

وفي الستينيات عرض 12 فيلما وثقت لأحداث مهمة شهدتها سورية تلك الفترة كالانفصال وجنازة فارس الخوري والاحتفالات بثورة الـ 8 من أذار إضافة إلى أفلام عرضت معالم حديثة من مؤسسة البرق والبريد ودار المعلمات وكلية الفنون الجميلة ومطار دمشق الدولي لتختتم بفيلم عن انتخاب القائد المؤسس حافظ الأسد رئيسا للجمهورية العربية السورية عام 1971.

وفي تصريح لـ سانا بين مبيض أن الأفلام توثق لشخصيات وأحداث كبيرة عاشتها سورية منذ 100 عام تعرض للمرة الأولى حيث عملت المؤسسة على توضيح وتصحيح ما جاء فيها من مغالطات بهدف تعريف الجيل الحالي بتلك الحقبة من تاريخنا.

وأشار مبيض إلى أن اختيار المتحف الوطني لعرض الفعالية بالهواء الطلق إحياء لتراث دمشقي بالتوجه إلى الجمهور في الأماكن العامة ولا سيما المرتبطة بالذاكرة داعيا إلى نقل هذه التجربة وتكرارها في كل المدن السورية.

يذكر أن مؤسسة تاريخ دمشق مؤسسة أهلية تهدف للحفاظ على ذاكرة دمشق من خلال سعيها للبحث عن الصور القديمة والأفلام والصوتيات والمطبوعات والأوراق الشخصية والمذكرات غير المنشورة والكتب القديمة والمخطوطات والمراسلات الخاصة والرسمية ومن مشاريعها مشروع جائزة فخري البارودي للمؤرخين الشباب ومجلة “دمشق” العلمية.

2019-07-31