أميركا والإرهاب.. إعادة تدوير الأدوات من العصابات إلى الدول

بقلم: ديب علي حسن

مخطئ من يظن أن الأميركيين يغامرون بخوض حرب إذا لم تكن الأرباح التي يجنونها اضعاف ما سوف يدفعونه، هذه حقيقة تقوم عليها الاستراتيجيات الأميركية التي تطور نفسها وأدواتها ووسائل تحقيق الغايات باستمرار، وهنا لا نعني الأدوات الرخيصة التي تعتمد عليها في حروبها بل أدوات التنفيذ، والتبع الآخرون هم أدوات الإرهاب..

من يراجع تاريخ التدخلات والحروب الأميركية يجد انها تقوم على إضرام نار الفتن بكل مكان وتعمل كرجل إطفاء لكنه لا يريد إخماد الحريق بل يسعى لضبط امتداده حسب المساحات التي يحتاجها وحسب الزمن المطلوب والقياس، وإذا ما أراد الإطفاء النهائي ما هو مقياس الربح مع السيطرة المضبوطة.

المشهد اليوم يشي بذلك تماماً، إدارة ترامب تدفع بالتابع البريطاني إلى الواجهة وتضعه بمواجهة مع إيران وتتملص هي من الاقتراب أكثر، تدير التهويل والتحريض وتقع ممالك الرمال بالفخ.. صفقات سلاح بالمليارات واستجداء لاستقدام المزيد من الجنود الأميركيين..

هذا في مشهد التصعيد الخليجي اما في حربها العدوانية على سورية فتعود ايضا إلى إنتاج وتدوير ما تبقى من أدوات إرهابية وتحت مسميات نعرفها، والغريب في الأمر أن الصفاقة الأميركية تصل حدودا لا نهاية لها حين تدعي انها تدرب من سوف يحارب داعش.. هل من عاقل يصدّق ذلك..؟ داعش الوليد الهجين من تحالفات واشنطن مع الإرهاب ليست الا أداة وفزاعة لما ينته دورها بعد، والأدوات سواء كانت دولا ام مجموعات إرهابية تستعد لهز الذيل والنباح وارتكاب المزيد من الأعمال الإجرامية… يتناغم ذلك مع الدور التركي القذر الذي يصب في الخانة نفسها.

قصف المدنيين واستهدافهم من الشمال إلى الجنوب ليس أمرا عاديا ولا عابرا والتصعيد فيه له دلالته التي تعني أن الإفلاس قد حاق بالمشروع الأميركي تجاه سورية ولكنه لم ينته، وعلى ما يبدو أنه سيبقى يحاول ما استطاع…وأدواته التي يجددها لابد انها ستجد نهاياتها مهما كانت غطرستها، والميدان شاهد على ذلك… ولكن هل يعتبر التبع بما هم مقادون إليه لاسيما تلك الإمبراطوريات الآفلة التي تظن أنها حين تستقوي بالاميركي ستجده يهب لنجدتها؟ لكنه يقول وبلسان لا اعوجاج فيه: «لن نخوض حرباً عنكم».

 
2019-07-23