النكسة و«صفقة القرن»


بقلم: جمال ظريفة


أتت ذكرى نكسة السادس من حزيران هذا العام محتضنة من رعاتها الشرعيين من «إسرائيل» والولايات المتحدة إلى بعض ممالك الخليج وغيرها, محاطة بتغيرات جمة على المستوى الإقليمي, ليس أقلها تحويل الصراع من عربي-إسرائيلي إلى (عربي-إيراني), باعتبار إيران تصطف في الخندق الأول المدافع عن أهم قضية تمر على التاريخ، وهي القضية الفلسطينية.

ما تم في عهد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض من تنفيذ لمخططات تآمرية على العرب عموماً وفلسطين خصوصاً يوازي ما تم تنفيذه في عقود من مؤامرات واجتياحات وجرائم في المنطقة, أخطرها إعلان ترامب حول الجولان السوري المحتل, واعترافه المشؤوم بالقدس «عاصمة» أبدية لـ«إسرائيل» ونقله السفارة إليها, إضافة إلى العقوبات الاقتصادية العدوانية على إيران انتقاماً منها لمواقفها المشرفة والمبدئية تجاه قضايا المنطقة.

إن تحويل الجار الإقليمي الإيراني إلى عدو, وبناء كل الاستراتيجيات في المنطقة على هذا المنطق, لا يهدد الجغرافيا فقط بل التاريخ أيضاً, وهو ينهي كل الملفات العالقة في المنطقة لمصلحة ذلك القادم الجديد إلى المنطقة, وهو الكيان الصهيوني, ويجسد مصالحه بأكمل صورة لها ومن ورائه طبعاً كما هو معروف المصالح الأمريكية والغربية الإمبريالية، التي ترى في المنطقة بقرة حلوباً تدر الأموال والنفط غير آبهة بمصالح الشعوب وتطلعاتها ولا كونها شعوباً إنسانية لها حضارتها وتاريخها وجغرافيتها، ويحق لها العيش وبناء مستقبلها بنفسها وبالطريقة التي تريد.

 

2019-06-09