خلوصي و اتفاق سوتشي!

بقلم: أحمد ضوا

تطرح تصريحات وزير الحرب التركي خلوصي أكار عن مواصلة التنسيق مع روسيا لتنفيذ اتفاق سوتشي بشأن إدلب العديد من الاستفسارات بعد سيطرة تنظيم جبهة النصرة الارهابي عليها، في مقدمة هذه التساؤلات إلى متى المماطلة في القيام بذلك ولماذا لم يطبق النظام التركي هذا الأمر على الفصائل الإرهابية المرتبطة به قبل أن تسلم النصرة مواقعها دون قتال؟ وكذلك الأمر كيف ستقنع تركيا روسيا بمصداقية توجهها هذا في ظل الرفض الروسي لتحويل إدلب إلى مركز ومقر لهذا التنظيم الإرهابي المدرج على قوائم الأمم المتحدة و الذي تجب محاربته دون هوادة؟ ما أباح به وزير الدفاع التركي لناحية سعي بلاده إلى تنفيذ اتفاق سوتشي لا يمكن الوثوق به من جهة وهو يتناقض مع فحوى الاتفاق الذي يشمل ما تحبذ الدول الراعية للإرهاب تسميته بـ»لمعارضة المسلحة «، انطلاقا من ذلك لا يمكن إدراج تصريح «خلوصي» إلا في إطار سعي بلاده والدول المتحالفة معها في دعم الإرهاب إلى إطالة أمد الحرب على سورية عبر الاستمرار بالتدخل في شؤون سورية الداخلية والحؤول ما أمكن دون تطهير محافظة إدلب من الإرهاب إضافة لاستغلال الواقع غير المستقر شمال شرق سورية عبر الميليشيات المرتبطة بالولايات المتحدة الأميركية .

ما جاء في تصريح وزير الدفاع التركي هو بمثابة رد مبطن للتصريح الروسي الرافض تحويل إدلب إلى مقر ومستنقع لتفريخ الإرهابيين وبالتالي فإن الجانب الروسي الذي منح نظيره التركي أكثر من فرصة لتنفيذ التزماته بموجب اتفاق سوتشي لا بد أن يكون رده على ما اعلنه « خلوصي « متوافق مع فحوى الاتفاق الذي لا يشمل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي . و السؤال الذي يفضح زيف ادعاء وزير الدفاع التركي هو كيف ستقنع بلاده «النصرة « بتطبيق اتفاق سوتشي في الوقت الذي فشلت فيه إقناع الفصائل المرتبطة تنفيذ مستوجبات المنطقة منزوعة السلاح ؟.

إن ما يسعى إليه النظام التركي مناقض تماما لأهداف الجانب الروسي الذي يكرس جهوده للقضاء على الإرهاب القاعدي في إدلب وهو ما يفسر التصريح القاطع لوزارة الخارجية الروسية برفض تحويل إدلب إلى مقر للإرهاب والاستثمار فيه . لقد ضيق سيطرة «النصرة « على إدلب بتسهيل واضح من تركيا الخيارات التفاوضية أمام روسيا حيث من الصعب على موسكو أن ترضخ لشروط تنظيم إرهابي. وكذلك الأمر لم تترك سيطرة هذا التنظيم الإرهابي على إدلب إلا خيار العمليات العسكرية للجيش العربي السوري لتحرير المحافظة من الإرهاب وهذا الأمر حق قانوني مكفول للحكومة السورية .

هناك من يقول انه لا فرق بين « النصرة « والتنظيمات المحسوبة على تركيا فكلهم يرتبطون ببعضهم وربما من الأسهل لتركيا التعامل مع تنظيم واحد في تنفيذ اتفاق سوتشي، الأسابيع القليلة القادمة ستكون حاسمة بالنسبة لتطهير إدلب من الإرهاب ورغم الشكوك الكبيرة بنوايا النظام التركي فإن ما صرح به خلوصي سرعان ما ستتضح أهدافه وعندها لن يكون أمام محور مكافحة الإرهاب إلا العودة إلى مربع العمليات العسكرية.

 

2019-01-14