ندوة ثقافية حول تجليات الغربة في شعر وأدب الماغوط

وزارة الإعلام

 

اقتصرت الندوة الثقافية الشهرية “محمد الماغوط في مدن الغرباء” على تجليات الغربة في شعر وأدب الماغوط وأثرها على إبداعه وحالة الحزن والألم والوحدة التي عاشها في مختلف سنين عمره.

الندوة التي حملت الرقم 11 من الندوات التي تقيمها وزارة الثقافة دورياً للاحتفاء بشخصيات أدبية سورية راحلة استضافتها مكتبة الأسد الوطنية في دمشق مساء اليوم حيث بدأت بكلمة للفنان الكبير دريد لحام الذي تحدث عن علاقته بالاديب الماغوط فقال “بدأت معرفتي به سنة 1973 عندما التقينا مصادفة في نقابة الفنانين ووجدت تطابقا بيننا في رؤيتنا المشتركة لأسباب نكسة حزيران 1967 ثم اتفقنا أن نعرض هذه الرؤية للجمهور في عمل مسرحي فكانت مسرحية ضيعة تشرين تلتها مسرحيات غربة وكاسك ياوطن وشقائق النعمان”.

وأضاف لحام “رغم ابتعادنا الفني وتوقفنا عن العمل المشترك إلا أننا بقينا أصدقاء وكنت أراه بشكل شبه يومي حتى وفاته يجمعنا عشق واحد لأم واحدة هي سورية”.

وتحدث الناقد الدكتور عبد الله الشاهر في محور الغربة في شعر الماغوط مبينا أنه منذ مجموعته الأولى حزن في ضوء القمر أعلن عصيانه وتمرده وتشرده فعاش مجربا صنوف الغربة داخل الوطن وخارجه لكن الوطن ظل محطة أساسية في شعره فهو يسري في دمه موضحا أنه كان شاعراً جارحاً عاش عصر الاغتراب في مرحلة تاريخية مضطربة وكتب أحزانه بنثرية رائعة متجرءاً على النمط الشعري القديم بلا أوزان الخليل وقوافيه معتمدا التكثيف والتصوير والترميز والأطناب في وصف الجزئيات.

ونظر الباحث حسام خلوف في محور إشكالية الهوية عند محمد الماغوط إلى أدب الراحل وفق المنهج البنيوي النفسي الذي وضعه الفرنسي “لاكون” أحد منظري ما بعد الحداثة معتبراً أن كل كتابات الماغوط انطلقت من الصدام مع الدال “الاسم” لأنه يحمل رموزا وأشارات عن انتماء صاحبه الديني أو الجغرافي أو العرقي.

وأسهب المخرج علاء الدين كوكش في الحديث عن العلاقة التي جمعته بالماغوط مؤكداً أن صاحب هذا الإرث لا يموت بل هو باق حاضر وموجوداً بيننا وكان في حياته يجسد الغربة بشكل مطلق ويحس بالابتعاد عن كل شيء وظلت الحرية والانطلاق هاجسه مشيرا إلى أنه أخرج آخر ما كتب الماغوط عبر مسلسل حكايا الليل والنهار الذي بنيت قصته بناء على أفكار للراحل وعند تصوير المسلسل حرص كوكش على أن تبدأ كل حلقة بقصيدة للماغوط بصوته وصورته.

2017-11-16