باختصار : اسكندرون وفلسطين

وزارة الإعلام

 

زهير ماجد

أعتقد أن الإعلام السوري تأخر في تكرار خطابه عن اللواء السوري السليب اسكندرون.. هذه الأرض التي هي قطعة من سورية  من جغرافيتها وروحها من نسمات هوائها ومن مستقبلها .. لا شك أن تجربة سلخ اللواء عن أمه التي ما زالت تشتاق إليه وتمني النفس منتظرة بعودته ذات يوم، جاءت تمهيداً عملياً لسلخ فلسطين عن امته العربية .. فما حدث مع الأرض السورية، أن فرنسا كانت وضعت يدها على انتداب سورية  ثم دخلت في العام 1937 إلى اللواء، وفي العام الذي تلاه سمحت بدخول تركيا إليه، ثم في العام 1938 تم اجراء استفتاء كاذب مع السكان حول خيارهم البقاء مع سورية أو الالتحاق بتركيا فقيل انه نجح خيار الالتحاق.

 

أذكر أني قابلت فتى أثناء دراستي قال لي أن أهله هربوا من اللواء أثناء دخول تركيا إليه وعاشوا في لبنان، لأنهم رفضوا الالتحاق بتركيا، مفضلين الهجرة على البقاء.
ما حدث في فلسطين أن البريطاني كان محتلا لها أيضا، وهو الذي جهز المسرح لليهودي بعد الوعد الخطير بلفور بأن قدم له على طبق من الذهب فلسطين كلها للعبث فيها، ثم انسحب في وقت نسق فيه مع العصابات الصهيونية التي بدأت تملأ مراكزه وأماكنه واخذت تعبث بجغرافيتها تقتل وتدمر وتطرد إلى ان استولت على ما وقع في يدها وما خططت له بدعم بريطاني طبعا وتراخ عربي بل كسل وقيل في بعضه مؤامرة عربية أيضاً.

 

نحن الآن نعيد توصيف لواء اسكندرون كجزء من الارض العربية وهي تابعة تاريخياً وجغرافياً لسورية التي من حقها أن تعيدها إليها، فهي لن تنسى ولن تغفر للفرنسي، بقدر ما تعتبر التركي محتلاً، لم يقف عند هذا الحد بل نراه اليوم أيضا متوغلاً في الجغرافيا السورية ويسعى لدور يريد من خلاله الحصول على مكاسب مختلفة، لكن السوريين أخطروه أكثر من مرة بأنه محتل لأرضهم السورية وعليه ان يخرج قبل ان يضطروا لطرده بالقوة عندما يحين الوقت المناسب.

أما فلسطين، فكم وكم من الآمال عقدت في مرحلة ما على تحريرها، وسبق لشعبها ان ثار طويلاً وحقق في مرحلة من ثورته رقماً صعباً سرعان ما تخلى عنه بكل أسف .. وها هي "إسرائيل" بكل عدوانيتها على سعي دائم لأن تجعل من نفسها مدبرة الشرق الأوسط وزعيمته بلا منازع، بل الكيان الذي يحيط به دول عربية مشغولة بأزماتها المصيرية، وهو دوره الذي صنعه دائما، ان يجعل من العرب نتفا ملقاة في جغرافيتها وهي النمر الذي يهابه الجميع، في الوقت الذي جعل حزب الله اللبناني انيابه من ورق.

 

أتمنى على الاعلام السوري أن يزيد من الحديث عن لواء اسكندرون وأن يصنع برامج خاصة به، ويعيد تقديمه ثقافياً وجغرافياً وانسانياً وبشرياً واجتماعياً، ثمة من يريد اسماع صوته لدولته التاريخية سورية ولاشقائه السوريين، وثمة من لديهم احلام وطنية سورية تحتاج إلى منصة يطل من خلالها.
من حق سورية أن تهتف لهذه القطعة الطيبة من جسدها التاريخي.

فرحت كثيراً وأنا أرى في إحدى المحطات السورية كلاما عن اللواء السليب فأدركت أنه مقدمة لبرامج مكثفة يجب أن تجد الطريق لها في أكثر من مناسبة.

2016-12-01