ولايتي: الولايات المتحدة الأمريكية غير جادة في مزاعمها في محاربة الإرهاب

وزارة الإعلام

جدد مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي موقف بلاده الداعم باستمرار لسورية في محاربة الإرهاب ووحدة أراضيها وسيادتها واستقلالها حتى تحقيق النصر النهائي.
وقال ولايتي خلال استقباله امس رئيسة مجلس الشعب الدكتورة هدية عباس بحضور السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود والوفد المرافق لها إن “إيران تدعم الحل السياسي في سورية ولا تقبل بأي مشروع لا يتوافق مع مصالح وتطلعات الشعب السوري الذي هو صاحب الحق الوحيد في اتخاذ القرار حيال مستقبل بلاده السياسي بعيداً عن التدخلات الأجنبية”.
وأكد ولايتي وقوف إيران مع سورية في محاربة الإرهاب حتى نهاية الطريق وتقديم الدعم اللازم في جميع المجالات بكل الإمكانات المتاحة لدى إيران مشيراً إلى أن “الدولة السورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي انتخب من قبل أغلبية الشعب السوري هي فقط التي تستطيع تحقيق الأمن والسلام والاستقرار”.
وندد ولايتي بالعدوان الصهيوني والأميركي على مواقع الجيش العربي السوري بالتزامن مع تصعيد المجموعات الإرهابية من أعمالها والذي يؤكد وبوضوح ارتباط الجماعات الإرهابية بأميركا والكيان الصهيوني اللذين يقدمان مختلف أنواع الدعم للإرهاب والإرهابيين.
وشدد ولايتي على أن انتهاك اتفاق وقف الأعمال القتالية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية يؤكد أنها غير جادة في مزاعمها في محاربة الإرهاب ولا في إيجاد حل سياسي لافتاً إلى أن محاربة الإرهاب في سورية يجب أن تكون بالتنسيق مع الحكومة السورية واحترام السيادة السورية ورعاية القوانين الدولية.
ونوه ولايتي بالمصالحات الوطنية وبمساعي الحكومة السورية لإيصال المساعدات إلى المحاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة.
وشدد ولايتي على أن إيران لن تتوانى أبداً في تقديم الدعم السياسي والاقتصادي للشعب السوري موضحاً أن “التواجد الاستشاري الإيراني في سورية هو لمحاربة الإرهاب الذي لا حدود له ويشكل خطراً حقيقياً على الأمن والسلم العالميين”.
من جانبها أكدت الدكتورة عباس أن أولويات القيادة السورية هي محاربة الإرهاب وتخفيف معاناة الشعب السوري وإنجاح المصالحات الوطنية وإيصال المساعدات للمحاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية والعمل على إنجاح الحل السياسي القائم على الثوابت الوطنية التي تحافظ على وحدة واستقلال وسيادة سورية وإعادة إعمار ما دمرته الحرب الظالمة مشيرة إلى مراسيم العفو التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد والتي تؤكد حرص القيادة السورية على مواطنيها وتعزيز اللحمة الوطنية.
وقالت عباس: إن “الإرهابيين وحماتهم الإقليميين والدوليين مستمرون في نهجهم الإرهابي وفي نسف كل جهد يهدف إلى إنهاء الأزمة في سورية ومعاناة السوريين” مؤكدة ضرورة الضغط على الدول الداعمة للإرهاب لثنيها عن دعمها للإرهاب والإرهابيين وضمان امتثالها للقرارات الدولية ذات الصلة بمحاربة الإرهاب.
وأضافت عباس: إن التعاون والتنسيق بين سورية وإيران وروسيا وقوى المقاومة الوطنية والدول الصديقة له دور مهم في تحقيق النصر ودعم صمود الشعب السوري وتخفيف معاناته مشيدة بالدعم الذي تقدمه إيران قيادة وحكومة وشعبا لسورية وشعبها لتجاوز محنته التي يعاني منها جراء الإرهاب والممارسات الإرهابية والإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب.
وتابعت عباس: “نحن دولة ذات سيادة والرئيس بشار الأسد منتخب من قبل الشعب السوري والشعب السوري يحبه كثيراً وهو يحب شعبه كثيراً وذلك لصموده أكثر من خمس سنوات أمام كل الضغوطات والتحديات”.
وأكدت عباس أن معركة سورية ضد الإرهاب معركة مصيرية على مستوى سورية والعالم لأن الإرهاب التكفيري الوهابي الذي تقوده أمريكا والعدو الإسرائيلي وتدعمه دول إقليمية كقطر والسعودية وتركيا يشكل خطراً حقيقياً على البشرية جمعاء موضحة أن أمريكا لا تدعم الإرهاب بل تشارك فيه وان العدوان الذي شنته على موقع للجيش العربي السوري في دير الزور خير دليل على ذلك فمشاركتها في هذا الإرهاب المتعمد تؤكد زيف ما تدعيه عن محاربتها له.
وختمت عباس بالتأكيد على أن النصر سيكون حليف سورية بفضل الجيش والصمود ثم القيادة الحكيمة.
كما بحثت رئيسة مجلس الشعب الدكتور هدية عباس مع رئيس مجلس الشورى الإسلامي إيراني الدكتور علي لاريجاني بحضور سفير سورية في طهران الدكتور عدنان محمود والوفد المرافق آليات وسبل تعزيز العمل البرلماني المشترك بين البلدين لمواجهة ضروريات المرحلة الراهنة والتحديات الخطرة المتمثلة بالمشروع الصهيواميركي الرجعي التكفيري الذي يشكل خطرا كبيرا على المنطقة وهويتها والعالم أجمع.
وأكدت الدكتورة عباس ضرورة تضافر الجهود الحثيثة مع جميع الأصدقاء والدول المحبة للسلام والرافضة للإرهاب التكفيري وعلى رأسها ايران لمواجهة السياسات والإجراءات التخريبية التي يقوم بها بعض الجهات الدولية والإقليمية بدعمه للإرهاب والإرهابيين التكفيريين للإمعان في القتل والدمار لتحقيق أهداف سياسية تخدم المشروع الصهيواميركي الرامي إلى تفتيت المنطقة وتدمير هويتها وتراثها الإنساني والثقافي والحضاري.
ودعت عباس إلى ممارسة الضغوط على داعمي وممولي الإرهاب للكف عن دعمهم لهذه الآفة الخطرة العابرة للحدود وذلك عملا بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة مؤكدة أهمية دور البرلمانات المؤثر في إطار محاربة الإرهاب والتصدي له من خلال سن تشريعات وقوانين صارمة فيما يتعلق بالإرهابيين وتنقلهم وعبورهم للحدود وتمويلهم وتجنيدهم.
وأشارت عباس إلى الارتباط العضوي والوثيق بين التنظيمات الإرهابية والكيان الصهيوني وأميركا وقالت..”كلما حققت القوات المسلحة السورية بالتعاون مع قوى المقاومة والدول الحليفة انتصارات ميدانية ملموسة يسعى الإرهابيون وداعموهم إلى تصعيد أعمالهم العدوانية الإرهابية ولا يلتزمون بأي اتفاق يهدف إلى إنهاء الأزمة في سورية وتخفيف معاناة الشعب العربي السوري”.
وأوضحت عباس أن سورية التزمت باتفاق وقف الأعمال القتالية الذي توصلت إليه روسيا وأميركا مؤخرا لكن التنظيمات الإرهابية خرقته عشرات المرات إضافة إلى أن أميركا والكيان الصهيوني رعاة الإرهاب شنتا عدوانا على مواقع الجيش العربي السوري جنوب وشرق سورية ما يكشف بكل وضوح الارتباط العضوي بينهما وبين التنظيمات الإرهابية وزيف ادعاءات أمريكا بمحاربة الإرهاب حيث أنها لم تقم بشيء من خلال تحالفها المزعوم منذ عام 2014 سوى استهداف الأبرياء والبنى التحتية ودعمها المستمر للإرهابيين وعرقلة الجهود للحل السياسي في سورية.
ولفتت عباس إلى أن القيادة السورية عاقدة العزم على محاربة الإرهاب واجتثاث جذوره وإعادة الأمن والاستقرار إلى كل ربوع سورية وإعمار ما دمرته الحرب الظالمة التي استهدفت كل مقومات الحياة في سورية منوهة بالأهمية الكبيرة التي توليها القيادة السورية في إنجاح وتوسيع نطاق المصالحات والحوار السوري السوري وتعزيز اللحمة الوطنية وإيصال المساعدات إلى مختلف المناطق التي تعاني حصار الإرهابيين وإجرامهم المستمر.
وقالت رئيسة مجلس الشعب إن “دعم صمود الشعب العربي السوري في مواجهة الإرهاب والإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب الجائرة يفشل مؤامرات المتربصين بسورية والمنطقة ويعزز محور المقاومة” مضيفة إن “امتزاح الدماء الطاهرة السورية والايرانية والروسية ودماء أبطال المقاومة على الأرض السورية تأكيد على وحدة المعركة والهدف والمصير”.
ونوهت عباس بجهود الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وحكومة وشعبا والدعم الذي تقدمه لسورية في محاربة الإرهاب وقالت..”نثمن عاليا جهود الأشقاء الإيرانيين وما قدموه لسورية للخروج من الأزمة الراهنة وصولا لتحقيق النصر على الإرهاب والإرهابيين”.
من جهته جدد لاريجاني استمرار ايران في تقديم دعمها السياسي والاقتصادي لسورية لتعزيز صمودها في محاربة الإرهاب.
وقال لاريجاني إن “ايران تدعم جهود سورية في محاربة الإرهاب والحل السياسي في سورية القائم على إرادة الشعب العربي السوري في تقرير مستقبله بنفسه بعيدا عن أي تدخلات خارجية بما يحفظ وحدة الأراضي السورية واستقلالها لأن سورية في خندق المقاومة الأول ونحن مستمرون بدعمها سياسيا واقتصاديا لتعزيز صمودها”.
وشدد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني على أن أي إجراء أو عمل لمحاربة الإرهاب على الأراضي السورية يجب أن يتم بالتنسيق مع القيادة السورية ومراعاة القانون الدولي.
وفى مؤتمر صحفى مشترك بعد جلسة المباحثات أكد الجانبان مواصلة التشاور والتنسيق فى مجال محاربة الإرهاب والتصدى له والتعاون البرلمانى المشترك بما يخدم مصالح البلدين وتطلعات الشعبين الشقيقين.
وندد الجانبان بالعدوان الأمريكي على موقع للجيش العربي السوري الذي يحارب الإرهاب وأكدا أن هذا العدوان هو خدمة للإرهاب والإرهابيين ويفضح ادعاءات الولايات المتحدة الأمريكية بمحاربتها لهم.
كما نددا بسياسة المعايير المزدوجة فى محاربة الإرهاب وشددا على أنه لا إرهاب سيئا وإرهاب جيدا بل تجب محاربته بكل السبل المتاحة بإرادة جماعية جادة ما يستدعى ضرورة اتخاذ مواقف حازمة في هذا السياق وعدم الاكتفاء بالبيانات والمزاعم الخاوية.
وقال لاريجانى.. “إن بلاده أكدت منذ بداية الأزمة في سورية أن حلها سياسي وليس عسكريا وأن الشعب السوري هو الوحيد الذي يقرر مستقبل بلاده السياسي” لافتا إلى أن سورية تقف في الخط الأمامى في محاربة الإرهاب ونحن مستمرون فى دعمنا لها مبينا أن سورية وقفت إلى جانب ايران وساندتها في أحلك الظروف.
وأكد لاريجاني أن الديمقراطية لا تأتي من خلال خلق الأزمات بل يجب إعداد الأرضية لتعميقها واستيعابها مشيرا إلى أن بعض الدول التي تدعم الإرهابيين وتدعى سعيها لإحلال الديمقراطية فى سورية لم تجر أي انتخابات في تاريخها.
من جهتها ثمنت عباس مواقف إيران الداعمة لسورية في محاربة الإرهاب وقالت..”إن الدعم الإيراني عزز صمود الشعب السوري الذي عانى ومازال يعاني الإرهاب منذ أكثر من خمس سنوات”.
ووصفت عباس لقاءها مع لاريجانى ب “المثمر” حيث تم خلاله بحث مختلف المواضيع وخاصة محاربة الإرهاب والحرب الظالمة على سورية التى تشارك فيها أكثر من ثمانين دولة.
وأكدت عباس ان سورية تحارب الإرهاب نيابة عن العالم أجمع وهي مستمرة في ذلك حتى تطهير أرضها من دنسه وقالت..”إننا نحقق كل يوم انتصارات كبيرة على الإرهاب ولكن للأسف هناك من يدعى محاربته في نفس الوقت الذي يقدم للإرهابيين مختلف أنواع الدعم ” مبينة أن الولايات المتحدة شنت عدوانا على موقع للجيش العربي السوري في ديرالزور وبشكل متعمد ما يؤكد بكل وضوح خداعها وعدم الثقة بمزاعمها حول محاربتها للإرهاب.
وأشارت عباس إلى أن سورية تمضى فى مواجهة الإرهاب وتستمر في نهج المصالحات المحلية وأن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلاده بنفسه داعية إلى الاستمرار في التشاور والتنسيق مع الجانب الإيرانى في المجال البرلماني.
وكانت رئيسة مجلس الشعب بدأت امس زيارة رسمية إلى طهران على رأس وفد برلمانى تلبية لدعوة رسمية من رئيس مجلس الشورى الإيراني حيث ستجرى مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.

2016-09-27