بوتين: روسيا مستعدة لضخ الغاز إلى أوروبا عبر (السيل الشمالي2)
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستحافظ على إنتاج النفط، عند المستوى الحالي حتى عام 2025، وسترفع من صادراتها إلى الأسواق العالمية الناشئة، مبدياً استعداد بلاده لضخ الغاز إلى أوروبا عبر “السيل الشمالي2” فـ “الكرة بملعب الاتحاد الأوروبي، وإن أرادوا فليفتحوا الصنبور”.

وأضاف بوتين في كلمة خلال الجلسة العامة لمنتدى أسبوع الطاقة الروسي في بطرسبورغ اليوم: إن روسيا لا تقوم بوضع حواجز وتقييدات أمام توريد الغاز الروسي، وهي مستعدة لضخ كميات إضافية خلال الشتاء والربيع، وللإيفاء بعقود توريد النفط والغاز وفق الشروط الموقعة عبر خط “السيل الشمالي 2″، وبالتالي لا يجب الامتناع عن التعامل معها.

وشدد بوتين على أن روسيا ستكون قادرة على ضمان إنتاج النفط بالكميات المطلوبة، وبحلول عام 2025 ستنمو حصة المعدات المحلية الروسية في هذا القطاع إلى 80 بالمئة، مشيراً إلى أن مستوى أسعار الطاقة في روسيا هو الأقل على مستوى القارة الأوروبية كلها، أما إذا استمرت في الارتفاع فسيلجأ الغرب إلى طباعة النقود غير المغطاة، كما فعل طوال السنوات الماضية.

وقال بوتين: إن روسيا هي من ساعدت أوروبا، وقامت بضخ المزيد من الغاز للسوق الأوروبية، لكن “قادة تلك البلدان يفضلون عدم تذكر ذلك، على العكس يفضلون تقويض الصلة بنا، ونحن مستعدون لتزويدهم بالطاقة وفقاً لعقود الكميات الكاملة”.

وحذر بوتين من أن سياسة وضع سقف لأسعار النفط التي تحاول دول الغرب انتهاجها قد يكون حافزا لوضع سقف لسلع الصناعات الأخرى مؤكداً “لن نبيع موارد الطاقة لمن سيضع سقفاً لأسعار النفط الروسي”.

واعتبر بوتين أن ما يحدث في أسواق الطاقة في الوقت الحالي هو نتيجة سياسات خاطئة لسنوات سابقة فأسعار موارد الطاقة اليوم غير مستقرة ومتقلبة والفروقات واضحة بين العرض والطلب إضافة للتصرفات المقوضة للبعض الذين كانت لديهم مصالح خاصة ويمارسون التمييز العنصري ويقومون بتدمير البنية التحتية للمنافسين.

وأشار بوتين إلى أن الولايات المتحدة تحاول السيطرة على سوق الطاقة في أوروبا، وهي تجبر الدول الأوروبية على شراء الطاقة بأسعار غالية جداً، إذ إن سعر الغاز الأمريكي أعلى بكثير وغير موثوق به، وهو لا ينافس الغاز الروسي عبر الأنابيب، لافتاً إلى أن إحدى حاملات الغاز الأمريكي غيرت مسارها في منتصف الطريق، لحصولها على صفقة أفضل في أماكن أخرى، بالتالي آلية التسعير الفوري للغاز ستؤدي إلى خسارة 300 مليار يورو في أوروبا.

وحول الهجوم على خط “السيل الشمالي”، قال الرئيس الروسي: إن تفجيرات “السيل الشمالي” وتفجير جسر القرم هي “عمل إرهابي دولي”، هدفه تقويض استقرار الطاقة في قارة كاملة، وحرمان ملايين الناس من الطاقة والموارد الأخرى، وإجبارهم على الشراء بأسعار أعلى، واصفاً الهجوم على خط “السيل الشمالي” بأنه “سابقة هي الأخطر من نوعها، وتهدد البنى التحتية للطاقة بغض النظر عن وجودها بأي مكان في العالم”.

وشدد بوتين على أن القوى التي تسعى لقطع العلاقات بين روسيا وأوروبا بشكل نهائي هي التي تقف وراء تخريب خط “السيل الشمالي”، بغية تقويض وإنهاء الاستقلالية السياسية لأوروبا، وإضعاف إمكاناتها الصناعية، والسيطرة والاستحواذ على السوق.

وفي سياق ذي صلة، أكد بوتين أن نظام كييف يقوم بأعمال إرهابية موثقة عبر متطرفين يستخدمون الإرهاب وسيلة لتنفيذ أهدافهم، ويقصفون محطة زابوروجيه النووية، ويريدون تدمير خط الأنابيب “السيل التركي”، لافتاً إلى أن مشاكل الطاقة في أوروبا لا صلة لها بما يحدث في أوكرانيا، وإنما بسبب تراكم أخطاء الساسة الأوروبيين الذين سيفاقمون الوضع بتحديد سقف لسعر النفط.

كما لفت بوتين إلى أن خطي الغاز “السيل الشمالي 1 و2” مشروعان اقتصاديان تجاريان، تشارك الشركات فيهما بشكل متكافئ بين أوروبا وروسيا، وليس فيهما أي معان سياسية، بالتالي مصير الخطين يجب أن يتم حله عن طريق روسيا وشركائها في الاتحاد الأوروبي، مبيناً أن إصلاح الخطين على قاعدة بحر البلطيق “أمر ممكن ولكن في حال الاستثمار الاقتصادي لهما وتأمين سلامتهما، وهي شروطنا الأولية في حين توصلنا مع الأوروبيين لقرار مشترك”.
2022-10-12