مدير مشفى المواساة يوضح لموقع وزارة الإعلام حول مرض الفطر الأسود
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في الفترة الماضية بالحديث عن مرض الفطر الأسود وكان هناك الكثير من المغالطات العلمية المتداولة  بالكلام عن هذا  المرض لذلك لا بد من التوضيح بشكل أكاديمي بعيدا عن التهويل والكلام غير الدقيق لوضع الأمور بوضعها الحقيقي دون مبالغات و تخويف.

 في تصريح خاص لموقع وزارة الإعلام قال الدكتور عصام الأمين مدير مشفى المواساة إن مرض الفطر الأسود ينتمي إلى مجموعة من الفطور تسمى الفطور الانتهازية الموجودة بشكل دائم حولنا في التربة، في الهواء  وخاصة في الأماكن الرطبة.

و أضاف أن الفطر الأسود من عائلة الفطور المخاطية موجود منذ مئات السنين من عام ١٨٨٥ و قد لوحظ أن هناك ازدياد بعدد الحالات المصابة بهذه الفطور المخاطية وبتواتر كبير في الهند أثناء موجة كوفيد ١٩ .

وأوضح الأمين أن الفطر الأسود  ليس لونه أسود إنما هذا الفطر يسبب خثرات بالأوعية تؤدي إلى تنخر في النسيج فتظهر الأنسجة  المصابة باللون الأسود، منوها إلى أنه غير معد لا ينتقل من شخص إلى آخر ولا يوجد حيوان معين ينقل هذه الآفة.

و كشف مدير مشفى المواساة أن الفطر الأسود ليس له أي علاقة بكورونا رغم أنه قد لوحظ ازدياد بحالات الفطر المخاطي (الأسود ) خلال جائحة كورونا لأن هناك بعض المرضى من الحالات الشديدة الذين تعالجوا من كوفيد ١٩وتناولوا كميات كبيرة من الستيروئيدات القشرية ( دواء الكورتيزون) قد أصيبوا بالفطر الأسود حيث أصبح عندهم ضعف مناعة بسبب الكميات الكبيرة ولفترات طويلة من الكورتيزون الذي هو جزء من البروتوكول العلاجي لبعض المصابين بفيروس كورونا في حالات الإصابة الصدرية  وكان لدى المريض بالأساس مشاكل مناعية مثل مرض السكري فيكون هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم لمرض الفطر الأسود بسبب مناعتهم الضعيفة.

وأشار الأمين إلى أن الفطر الاسود موجود بكل مكان لكن لا يصيب من لديه مناعة طبيعية وعالية إنما يصاب به مرضى ذوي المناعة الضعيفة كالمصابين بمرض السكري بنسب عالية  وغير مسيطر عليه وكان عندهم مضاعفات مثل "الحماص الخلني" ويمكن أن يصيب مرضى نقص المناعة المكتسب الإيدز و المرضى الذين يتعالجون معالجة دوائية للسرطانات لأن هذه الأدوية تضعف المناعة فيكون الجسم معرض لهذا المرض.

ولفت مدير مشفى المواساة إلى أن لمرض الفطر الأسود ستة أشكال وأكثرها شيوعا هو الشكل الأنفي الحجاجي الدماغي و الشكل الجلدي الأقل خطورة والشكل الرئوي و الهضمي والشكل الأكثر خطورة هو الداء المنتشر، موضحا أن الشكل الأنفي الحجاجي الدماغي يصيب الأنف و ينتقل إلى الجيوب و بعدها إلى العين ومن ثم إلى الدماغ والإصابة بالفطر الأسود فيها خطورة على الحياة ونسبة الوفيات فيه تتجاوز ٥٠%.

و بين الأمين أن أعراض هذا المرض الأساسية بشكله الأنفي الحجاجي الدماغي وهذا الأكثر شيوعا بين الأشكال، حيث يبدأ المريض بالشعور بحرارة وألم في العين وفي الأنف مع انسداده و رائحة كريهة من الأنف ثم يحدث جحوظ في العين وينتقل إلى الدماغ فيلاحظ شلل بمجموعة الأعصاب القحفية أي أن العين لم تعد تتحرك و يمكن فقد الرؤية، وبعض الوظائف الأساسية حسب الإصابة الدماغية التي أصابها الفطر الأسود لافتا إلى أنه يمكن الإصابة بالجيب الفكي وتلون الوجه باللون الأسود نتيجة لتخثر الأوعية المغذية لمنطقة الجلد و يمكن أيضا تخلخل بالأسنان لأن هذا المرض يخرب العظم  فيؤدي لتخرب الفك العلوي والأسنان. 

و عن علاج الفطر الأسود أكد الامين أن علاج هذا المرض يحتاج لفريق عمل متكامل يتضمن طبيب أذن أنف حنجرة وطبيب إنتانية؛ طبيب مناعة؛ طبيب عيون؛ طبيب جراحة فم و فكين، وطبيب عناية مركزة  لكي يقاربوا هذه الحالات لأن العلاج قد يكون جزء منه جراحي و المعالجة دوائية والمسؤول عنها طبيب الإنتانية و المناعة، لافتا إلى أن الوقاية من هذا المرض عبر تعزيز المناعة الشخصية والانتباه للأعراض منذ البداية لأنه كلما تعالج هذا المرض ببدايته كلما كانت النتائج أفضل والتشخيص المبكر مهم جدا.

فريق المراسلين - مارينيت رحال
2021-07-26