شائعات الفيسبوك.. "حق يراد به باطل"

تطلق أحكامها يمنة ويسرة دون أدنى دليل تقدمه وتعتبر نفسها صاحبة الحق في اتهام القاصي والداني بالفساد متجاهلة عن عمد أن القضاء وحده من يبت في أمر الفاسد، تلك حال صفحات موقع التواصل فيسبوك التي تتخذ من مكافحة الفساد غطاء لمساعيها المشبوهة في تأليب الرأي العام وإثارة سخطه، أما عن إدارة تلك الصفحات فأشخاص وهميون خارج سورية يعتمدون على متآمرين في الداخل لمدّهم بأكاذيب يبنون عليها وقائعهم المزورة.

وحتى تؤتي عملية مكافحة الفساد ثمارها لابد من أن تحتكم إلى منظومة القوانين وتعتمد على الأدلة والبراهين التي تُقدّم إلى القضاء ليقرر فساد الشخص من عدمه فهو المؤسسة الوحيدة المسؤولة عن مكافحة الفساد ويلعب دور الحكم في المسألة.

 

طيلة السنوات السابقة لم يترك المستغلون للأزمات باباً إلا وطرقوه حتى يرووا جشعهم الذي لن ترويه كل أموال المعمورة فتراهم "في كل واد يهيمون"، يمجدون ثم لا يلبثون أن ينقلبوا عندما لا يجدون لأنفسهم مكانا تلك حال بعض المستغلين في الداخل السوري فهم بحجة ادعاءاتهم بالخوف على أموال وثروات الوطن يرصدون كل حركة لابتزاز الناس.

 

وتعودنا أن نرى مع انطلاقة التحضير لكل حدث مهم في البلاد ونحن على أعتاب استحقاق دستوري خلال الاشهر القليلة المقبلة لا بل حتى في كل يوم جديد في مواقع التواصل وخاصة موقع فيسبوك الذي أصبح رواده يعتبرونه أداة لاستغلال الناس لكسب مادي من خلال التهديد تارة والتشهير تارة أخرى بحجة محاربة الفساد الشعار الذي أصبح كلمة حق يراد بها باطل فترى صفحات ناطقة بأسماء وهمية تنسج قصصاً -هي في الغالب الأعم- حكايات مبالغ فيها- لإثارة الناس ودفعهم للقيام بسلوكيات ضارة من خلال تشويه سمعة الأشخاص المعروفة بمواقفها الوطنية عبر نشر الأكاذيب.

 

مجموعات العداء لسورية في الداخل والخارج لم ترق لهم النجاحات والإنجازات التي حققتها المؤسسة العسكرية والسياسية والإعلامية وحتى الأشخاص الوطنيين الذين بذلوا الغالي والرخيص لكي تبقى سورية موحدة، فبدأت بحربها الحاقدة على الجميع فبثت الشائعات لتمرر من خلالها سمومها الطائفية وشائعاتها الكاذبة، مستهدفة الروح المعنوية وتثبيط العزائم عن طريق حرب نفسية تستهدف الرأي العام.

 

التضليل واضح جداً، ولايخفى على أحد فاستخدام التقنيات والعبارات الرنانة تكمن في وقع الخبر وما يحصّله من انتشار أثناء بثه للمرة الأولى فلا يمكن للمتلقي أن يدقق، خاصة وأن هناك مواقع إخبارية عديدة تقتات على أوهام تلك الصفحات فتصنع "من كل حبة قبة" وتروج لكذبها في كل حدب وصوب حتى تكسب قلوب الجاهلين بكواليس وعوالم الواقع الافتراضي.

 

ليس من باب الدفاع عن أي أحد أو شخص تستهدفه تلك الصفحات ولكن كان لابد من الوقوف مليا عند ما تبث صفحات الفيسبوك شائعاتها لنعرف من أين تدار تلك الصفحات التي لا تملك أي مصداقية ولا يعرف من يديرها وجلّهم يقيمون في لندن وفيها أوسع شبكة تبث سمومها حتى يظن المتابع أنها تبث وسط دمشق فهي تضيء على كل شاردة وواردة وهناك قسم من تلك الصفحات يعتمد شبكات الاتصالات التركية في الشمال السوري ويحتمون بمجموعات الإرهاب المنتشرة في المنطقة.

 

أحد المستهدفين من الصفحات الفيسبوكية قال إنه شرف لي أن أكون بين الاشخاص الذين يتعرضون للابتزاز والتجريح والضغط النفسي والاجتماعي لما أقدمه من خدمات وفاءً وحرصاً على بلدي الحبيب ومن خلال هذا الهجوم اكتشفت أنني أوجعت أعداء الوطن فقاموا بمهاجمتي.

وفي الختام دعونا نتمثل أفضل رد على تلك الهجمات ونتبع قاعدة "لست بالخبِّ ولا الخبُّ يخدعني".

 

خاص وزارة الإعلام – طارق إبراهيم

 

2021-02-08