في ذكرى سلب لواء اسكندرون.. لايموت الحق مهما لطمت عارضيه قبضة المغتصب

مقالات وتحليلات ابتدعها أصحاب العمامات ومن سار على نهجهم لتبرير احتلال لواء اسكندرون من قبل النظام التركي الذي ما فتئ يعتدي على أراضينا مستغلّاً حفنة من المرتزقة الذين خانوا أرضهم وعرضهم، ليقاتلوا معه بمسمّيات عديدة، جلّ أهدافها عودة السيادة العثمانية وتحقيق الحلم العثماني بالاستيلاء على مزيد من الأراضي السورية.

 

مجلس الشعب السوري قال إن لواء اسكندرون أرض عربية سورية وهو حاضر دائماً في عقول وضمائر ووجدان الشعب السوري معتبراً أن 29/تشرين الثاني 1939 هو تاريخ مشؤوم في حياة السوريين حيث تمر الذكرى الـ81 لسلب أرض عربية سورية بعملية تزوير واضحة وبشكل تعسفي.

 

أمّا الذاكرة السورية فباتت أكثر نشاطاً في المرحلة الراهنة خاصة وأن المتآمرين على جريمة سلخ اللواء مستمرون بجرائمهم بحق الشعوب لتحقيق مصالحهم وسياساتهم العدوانية وكلّهم أمل أن تسقط جريمتهم بالتقادم عبر ترسيخ سياستهم الاحتلالية في تعزيز عملية تتريك اللواء وقراه الممتدة على مساحة تتجاوز الـ4800 كيلو متر مربع.

 

وللرد على أولئك الذين يبحثون عن لقمة عيشهم بتزوير التاريخ لابد أن نسوّق لهم هذه الحقائق التاريخية..

 

هل تعلم أن السلطان العثماني  سليم الأول ألحق تبعية اللواء 1516م بولاية حلب.

 

هل تعلم أنه في عام 1915 احتوت مراسلات الشريف حسين مع مكماهون على إشارات واضحة بتبعية المناطق الواقعة جنوب جبال طوروس إلى الدولة العربية الموعودة (تعيين للحدود الشمالية للدولة على خط يقع شمال مرسين ـ أضنة الموازي لخط 37 شمالاً الذي تقع عليه المدن والقرى بيره جوك، أورفة، ماردين، فديان، جزيرة ابن عمر، عمادية، حتى حدود إيران)؟

 

وهل تعلم أنه مع بدء الانتداب الفرنسي على سورية ولبنان تبع اللواء ولاية حلب؟

 

وهل تعلم أن لواء اسكندرون في اتفاقية سايكس بيكو كان موضوعاً داخل المنطقة الزرقاء التابعة للانتداب الفرنسي بمعنى أن المعاهدة اعتبرته سورياً وهذا يدل على أن هذه المنطقة هي جزء من سورية؟

 

وهل تعلم أن أقوى الأدلة على سوريّة اللواء يكمن في معاهدة سيفر عام 1920 والتي فيها اعترفت الدولة العثمانية المنهارة بعروبة منطقتي الاسكندرون وكيليكية (أضنة ومرسين) وارتباطهما بالبلاد العربية (المادة 27)؟

 

وهل تعلم أنه بعد توحيد الدويلات السورية التي شكلها الانتداب الفرنسي ضُم لواء الاسكندرون إلى السلطة السورية المركزية؟

 

لمن لا يعلم.. هكذا تآمر "أصدقاء الشعب السوري" على سلخ اللواء؟

 

قبل أن يكون هناك شيء اسمه الأمم المتحدة كانت مجموعة من الدول تدعى "عصبة الأمم" وفي ظلّها صدر القرار الأممي المشؤوم بفصل اللواء عن سورية الأم وتعيين حاكم فرنسي عليه في 29 أيار / مايو 1937.

 

وعلى مدى عام كامل عمل الحاكم الفرنسي في اللواء على تهيئة الوضع للمخطط السري بين تركيا وفرنسا ..

 

و في 15 تموز / 1938 قامت قوات عسكرية تركية باقتحام مدن لواء اسكندرون واحتلالها وزراعة بؤر استيطانية فيها في مؤامرة فرنسية تركية انسحب بموجبها الجيش الفرنسي الى انطاكية.. و أصبح لواء اسكندرون محتلاً رسمياً منذ ذلك التاريخ ..

 

بعد عامين على تلك الواقعة أرادت فرنسا و تركيا إنهاء قضية لواء اسكندرون بشكل كامل فقامت الادارة الفرنسية كممثلة لعصبة الأمم عام 1939 بالإشراف على استفتاء حول انضمام اللواء الى تركيا.. بعد أن قامت إدارتا الدولتين الاستعماريتين بنقل آلاف من الأتراك وتوطينهم في اللواء تمهيداً للاستفتاء.. فخرجت النتيجة لصالح تركيا .. وشكّك العرب بنتائجه.. ومنذ ذلك الوقت بدأت عمليات تهجير العرب السوريين من اللواء وسرقة أراضيهم وممتلكاتهم.. وقامت وبكل عنجهية بتغيير كل الأسماء العربية الى أسماء تركية مانعة تداول اللغة العربية في اللواء تحت تهديد السلاح والقمع والاعتقال والتهجير.. واستمرّ هذا الأمر طوال عقود مع اضطرابات في العلاقات السياسية بين الدولتين السورية والتركية ..

 

وفي هذا السياق لابد أن نشير إلى أنه لا يموت الحق مهما لطمت عارضيه قبضة المغتصب.. ففي  4 تشرين الثاني 2012، تم تشكيل الجبهة الشعبية لتحرير لواء اسكندرون - الجديدة القديمة-  والتي يمتد تاريخها الى الثلاثينات من القرن الماضي الى المناضل اللوائي الاول زكي الأرسوزي، تهدف إلى تحرير اللواء السليب من السلطنة العثمانية وعودته إلى الوطن الأم سورية، والتي أكد مكتبها الإعلامي أنها مجموعة فدائية نضالية مقاومة مسلحة من لواء اسكندرون السوري السليب، شعارها هو: "لواء الاسكندرون من الأزل إلى الأبد سوري وسيبقى سوري".

 

 

خاص وزارة الإعلام

2020-11-29