احتفاءً بالراحل عبد الفتاح سكر ..فرقة الموسيقا العربية تستعيد ذكريات الزمن الجميل

استعادت دار الأوبرا فعالياتها بأمسية احتفائيةٍ بالراحل عبد الفتاح سكر قدّمتها فرقة الموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله مؤخراً.


بدأت الأمسية بالتدرّج نحو الأجمل والأكثر حماسةً وجهوريّةً حين غنّى “غزوان زعيم” أغنية “بِتاخُدني الأيام بتبعدني الأيام” بدا فيها كما لو أنه يمتلك مساحة صوتية واسعة جعلته يؤدّي وهو مرتاح وواثق فيما على شاشة عملاقة تتهادى صورٌ للشام القديمة وأزقتها وأبوابها وحمائمها وحركة أناسها في الأسواق مع الحرير الدمشقي وإلى جوار نهر بردى… أغنية وجدانية انتزعت تصفيقاً حارّاً من حضورٍ يعرفون قيمة ما يستمعون إليه وما يشاهدونه.


وفي الأغنيات كلّها كان للكورال بصمته إذ كان لمغنّيه نكهةٌ خاصةٌ وهم يحيطوننا بهالة من أصواتٍ تبدو في البعيد كما لو أنها تحضُنُ أكثرَ مما تُغنّي. ليأتي “ريان جريرة” بقدرة على التلوّن بين الرخامة والحنان في أغنية لها تيمتها الموسيقية الخاصة وهو يقول” “يا عين لا تدمعي ويا دمعة بالله ارجعي” وهو ما وافق أداء الكبير فهد بلّان نوعاً ما وذكّرنا بهذه الأغنية النادرة.


لكن لا يمكن وأنت في أمسية هي احتفاءٌ وتكريمٌ للراحل عبد الفتاح سكّر إلا وأنْ تستمع إلى الموسيقا التصويرية وشارة مسلسل “صحّ النوم” للعملاقين دريد لحام ونهاد قلعي حيث عزَفَ البزق رنّاتِه الحلوة الخفيفة فيما كمانُ المخضرم “رياض سكّر” يذكرنا بمقالب غوّار وكوميديا صادقة بقيتْ في الوجدان طويلاً رغم رحيل معظم الممثلين الذين شاهدنا صورهم على الشاشة في تلويحة وداع.


النصف الثاني من الأمسية تميّز به “عاصم سكر” نجل الراحل بأداء نظيف ورخيم استطاع أن يترك بصمته في أداء أغنية “ما ودعوني ما شافوا عيوني” وأغنية “لزرعلك بستان ورود” رغم استحضارنا للصوت الجبلي العتيق للراحل فؤاد غازي إذ إن هاتين الأغنيتين هما من الأغنيات اللصيقة به وبذكراه وأرشيفه الغنائي من ألحان عبد الفتاح سكّر.



لتختتم الأمسية بأداءٍ “كوكتيل” حماسي مرِح جمعَ المغنين الإفراديين والكورال والموسيقيين في أداء أغنيات للراحل هي: وا اشرح لها، يا بو رديّن وأخيراً أغنية “يا صبحة هاتي الصينية” للمميز موفق بهجت… أغنية أنعشت الجمهور وأشركته تلقائياً بأداء دور إيقاعيّ ممتع بالأكفّ مع كل جملة منها. فيما صور الراحل عبد الفتاح سكر تمرّ مثل قطار الزمن السريع لتقول لنا: إن العمر لحظة ولن يبقى منّا سوى أعمالنا وإبداعاتنا وموسيقانا.

تشرين

2020-06-23