أعلن مركز البحوث العلمية الزراعية في طرطوس نجاح تجربة زراعة الأرز الهوائي لأول مرة في محطة بحوث زاهد التي سيتم من خلالها إنتاج البذار وتسليمها لمؤسسة إكثار البذار لتوزيعها على المزارعين في سهل عكار العام المقبل.

الدكتور سمير الأحمد من العاملين في المحطة أكّد أن تجارب زراعة الأرز الهوائي في المحطة بدأت منذ العام 2015 من خلال اختبار 19 صنفاً إلى أن تم اختيار أربعة منها تتناسب مع الظروف المناخية وطبيعة التربة في سهل عكار موضّحاً أنه تمت زراعة الأصناف بتاريخ 17-5-2020 بمساحات تجريبية تبلغ مئة متر مربع لكل صنف.

وأضاف الأحمد أن عمليات التحضير للزراعة التي أصبحت الآن بعمر شهر تقريباً شملت تقديم كل الخدمات الزراعية للمساحات التجريبية وفق ماهو موصى به، مبيّناً أنه تمّت فلاحة الأرض فلاحة متعامدة وعزقها بواسطة عزاقة لتنعيم التربة ثم مد شبكة الري بالتنقيط وزراعة هذه البذار كما تم تسميد الأرض مرتين بالآزوت وكبريتات الزنك.

الدكتور هيثم عيد رئيس لجنة الإشراف على زراعة الأرز في سهل عكار ذكر أن الأصناف التي تم اختبارها في حقل المحطة خلال السنوات الماضية هي الأوكسر والنيركا 11 وال “ال بي” والجيزا 8450 وقد كان من المقرّر أن تتم الزراعة في أراضي المزارعين لكن بسبب الإجراءات الاحترازية في الفترة الماضية تمت الزراعة في حقول المحطة على أن يتم توزيع البذار على المزارعين العام القادم.

وأوضح الدكتور “عيد” أن زراعة الأرز ليست جديدة في سورية حيث كانت تتم في حمص والغاب ولكنها تختلف في المحطة عن سابقاتها بأنها هوائية لا تحتاج للغمر بالمياه حيث أنها تحتاج لرية واحدة كل أسبوع والمقنن المائي بحدود 8 إلى9 آلاف متر مكعب لكل هكتار.

ونوّه الدكتور عيد أن للأرز أهمية اقتصادية كبيرة في سورية فهو من أكثر المواد استهلاكاً من قبل المواطنين وإنتاجه محلياً قد يحد من عمليات الاستيراد وبالتالي توفير القطع الأجنبي والمساهمة في دعم الاقتصاد.

وأكّد الدكتور عيد أن تكلفة إنتاجه قليلة نسبياً حيث يحتاج الدونم المزروع بالأرز من الأسمدة بحدود 40 كيلوغراما من الآزوت و 15 كيلوغراما من السوبر و 5 كيلوغرامات من البوتاسيوم في حين ينتج ما يقارب 630 كيلوغراما وفي حال كانت ظروف الزراعة جيدة وملائمة يمكن أن يصل إنتاجه إلى 700 كيلوغرام.