بالوثائق....ابريطانيا وحربها الدعائية والإعلامية الكاذبة ضد سورية

كشفت الوثائق المسربة في الصحافة البريطانية، أن الحرب الإرهابية ضد سورية كانت تدار من قبل استخبارات الغرب ودعمه بدعاية إعلامية كاذبة، وتأتي هذه الوثائق البريطانية لتؤكد أن العمل السري البريطاني ساهم في إشعال الحرب وساعد على إطالة أمدها بإنتاج حرب معلومات كانت لندن رأس الحربة فيها. 

 

فالوثائق التي حصل عليها الصحفي الاستقصائي "إيان كوبين" توفر تفاصيل خمسة برامج دعائية سرية في المملكة المتحدة ضد سورية بدأت في عام 2012 وتنطوي على إنشاء شبكة من الصحفيين المواطنين في جميع أنحاء البلاد لتشكيل تصورات للصراع، وهو ما يكشف أن بريطانيا لعبت دورًا كبيراً وقذرا في الحرب الإرهابية ضد سورية، وأنها دعمت الإرهاب تحت يافطة دعم من تسميهم "مجموعات المعارضة المعتدلة".


وكتب  المؤرخ والصحفي البريطاني "مارك كورتيس"، تم توظيف الصحفيين المشاركين في برامج الدعاية  ضد سورية من مكاتب في اسطنبول وعمان، والتي تم إنشاؤها من قبل المقاولين الحكوميين في المملكة المتحدة بتمويل من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا. وتم تكليفهم بإنتاج لقطات تلفزيونية وبرامج إذاعية ووسائل التواصل الاجتماعي والملصقات والمجلات وحتى الرسوم الهزلية للأطفال. كان الهدف المعلن تقويض الرئيس بشار الأسد وتعزيز مايسمى المعارضة السورية "المعتدلة" من خلال تشجيع "الرفض الشعبي لنظام الأسد والبدائل المتطرفة". والهدف المعلن كان تقويض الدولة السورية من خلال تشجيع البدائل المتطرفة".


 

وتُظهر الوثائق كيف ساعدت العمليات السرية التي قامت بها بريطانيا في سورية على "تشكيل تصورات الحرب".

وقد أدارت الحكومة البريطانية بشكل فعال المكاتب الإعلامية لما يسمى "جماعات المعارضة السورية" وخلقت مواد دعائية موجهة للجمهور السوري والمملكة المتحدة ، متحدية فكرة أن المملكة المتحدة لعبت دورًا صغيرًا في الحرب الإرهابية ضد سورية.

وتم تشغيل المشاريع الإعلامية ضد سورية من قبل وزارة الدفاع البريطانية (MOD) وضباط المخابرات العسكرية، ومنحت الاسم الرمزي عملية Volute ، على الرغم من أن المشاركين في العمل لا يشيرون إلى الدعاية، ولكن إلى "الاتصالات الاستراتيجية".

وقد استرشدوا بهيئة مجلس الأمن القومي الحكومي، أعلى هيئة لصنع السياسات في بريطانيا، بميزانية تبلغ 9.6 مليون جنيه استرليني خلال 2015-2016 فقط، مع تخصيص المزيد من الأموال للسنوات اللاحقة.

 

وتظهر وثائق صحيفة  Daily maverick   أن بريطانيا كانت تدير أجزاء من المعارضة السورية سراً.  لقد منحت عقودًا لشركات الاتصالات التي اختارت ودربت المتحدثين باسم المعارضة ، وأدارت مكاتبها الصحفية وطورت حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي. وعلى الرغم من أن مبادرة الدعاية كانت تستهدف بشكل أساسي السوريين داخل وخارج البلاد على حد سواء، إلا أن الوثائق توضح أن الجمهور البريطاني يمكن أن يكون في بعض الأحيان "هدفًا " للمواد الإعلامية للتأثير عليه ضد الحكومة السورية

 

وسردت صحيفة Guardian  وثائق حملة الدعاية المدارة من بريطانيا  بقائمة بالعديد من الجماعات التي تعتبر جزءًا من ما يسمى"المعارضة المسلحة المعتدلة".أحدهما جيش الإسلام ، وهو تحالف يضم حوالي 50 فصيلاً إسلامياً يعمل في دمشق وحولها وتموله المملكة العربية السعودية إلى حد كبير بقيادة زهران علوش ، قائد السابق للواء الإسلام، أحد أكثر القوات المتمردة فعالية في  منطقة محيط دمشق.

إن كشفت الوثائق  يعكس أن الغرب قد نفض يده من هذه "المعارضة" ولم يعد يهمه صورتها التي بدأت تنكشف كتابع للغرب مما يفقدها صورتها ، ولا يجعلها منافساً سياسياً قادماً.


 وكيف أن العمل السري البريطاني كان له دور فاعل ومحوري بارهاق دماء السوريين من خلال  اشعال الحرب في سورية ، والمساعد على إطالة أمدها بإنتاج حرب معلومات شنتها لندن والغرب من خلفها،ولم تدرك حتى الآن قذارة مافعلته، ومدى تبعياته ونتائجه.

2020-05-22