غدر أردوغان لن يتبدل


بقلم: ديب علي حسن

لا تأمنوا الترك بعدها، صيحة أطلقها مفكّر عربي أمام غطرسة الاحتلال العثماني الذي أذاق الأمة الويل والثبور، وعلق أبطال السادس من أيار على أعواد المشانق، فكانت جريمة العصر، وكان بعدها ما كان، ويكمل ذلك المبدع قوله: إن الذئاب تصول، هل نقارب الأمس باليوم؟

ونحن نعرف حق المعرفة أن النظام التركي لم يكن في يوم من الأيام وفيّاً لعهد أو ميثاق وقع عليه، يظن أنه الذكي الذي يمرر ما يريد من خلال المهادنة والموافقات التي يطلقها على وقف العدوان، وبالوقت نفسه يصول ويجول، ويقدّم الدعم للمجموعات الإرهابية التي هزمت، فيتدخل هو بشكل مباشر وفعلي على الأرض لدعم العدوان، ويزجّ بالجيش التركي بمعركة لا ناقة له فيها، ولا جمل، وهذا ما آثار غضب واستياء الكثير من الأحزاب التركية التي تعارض نهج أردوغان العدواني الذي جعل تركيا في محيط من العدوات، و:إن أردوغان فعلاً فقد البصر والبصيرة، وربما ليس ببعيد ما تم تسريبه من تقارير طبية أنه مصاب بالصرع، ولا يعرف إلى أين يتّجه، ولا ما يفعل، وهنا الكارثة التي ستجرّ على تركيا الويلات والثبور.

يدّعي النظام التركي أنه يدافع عن قيم ومبادئ، ولا ندري ما هي هذه القيم، أهي باحتلال أرضي الغير، أم سرقة مقدراتهم ومعاملهم، في حلب، وفي ليبيا حيث أشارت التقارير الواردة من هناك أن العصابات المدعومة من النظام التركي فككت معامل متطوّرة وأرسلتها إلى تركيا، أهذه هي القيم والعدالة، المشهد يدلّ بوضوح على أن نظام أردوغان وعصاباته منيا بهزيمة نكراء على يد الجيش العربي السوري، والوقائع على الأرض ما كان وما يجري الآن تدلل على أن الغدر طبعاً فيهما (النظام التركي وعصاباته) وما زجّ المزيد من أرتال المدرعات التركية وتوجهها نحو مناطق سيطرة العصابات المسلحين، إلا دليل على انهم يعملون على انتهاز الهدنة لشن المزيد من الهجمات اللاحقة فيما بعد، إن استطاعوا فعل ذلك، وهم يعرفون أنهم سيصلون الجدار المسدود، وفي نهاية المطاف سوف يخرجون صاغرين من أرضنا ووطننا، وليس الأمر ببعيد.

 

2020-03-10