بعد 70 عاماً من تأسيسه لمواجهة الاتحاد السوفيتي، ماكرون يعلن، أن روسيا لم تعد عدوا للحلف

 

 

أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن روسيا لم تعد عدوا لحلف الناتو، مشيرا إلى أن العدو الآن هو الإرهاب الدولي. وكتب ماكرون في منشور على موقع "فيسبوك"، اليوم الأربعاء: "من هو عدو للناتو؟ روسيا لم تعد عدوا. وهي لا تزال تمثل تهديدا، لكنها أيضا شريك في بعض الأمور". وأضاف أن "عدونا اليوم هو الإرهاب الدولي، وخاصة الإرهاب الإسلامي".

وكان الرئيس الفرنسي قد تحدث خلال قمة حلف الناتو في بريطانيا، اليوم الأربعاء، عن ضرورة الحوار مع روسيا حول موضوع الرقابة على الأسلحة، مشيرا مع ذلك إلى أنه يأخذ على محمل الجد مخاوف بعض الأعضاء في الناتو، وخاصة بولندا ودول البلطيق، بشأن نشر صواريخ "إسكندر" الروسية قرب حدودها.

وفي سياق متصل ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن انقسام الولاءات داخل حلف الناتو يثير الشكوك حول فاعليته. وقالت إنه بعد 70 عاماً من تأسيسه لمواجهة الاتحاد السوفيتي يعود الناتو إلى أول مقر له في بريطانيا بهدف مناقشة عدد من الأمور الهامة.

وأوضحت أنه من المعتاد أن يكون الرئيس ترامب هو نجم الحدث بأحاديثه المثيرة وتصريحاته المفاجئة لكن هذه المرة كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكثر الشخصيات لفتاً للانتباه بعد تصريحاته قبل أيام والتي قال فيها إن الحلف أصيب "بموت دماغي".

وأضافت أن أكبر مشكلة كانت في امتناع تركيا عن التوقيع على تعديلات تلزم دول الناتو بالدفاع عن دول البلطيق ضد أي عدوان روسي مالم يوافق الحلف على تصنيف ميليشيات واي بي جي الكردية في سورية على أنها تنظيم إرهابي.

وأوضحت يبدو أن الديبلوماسية نجحت هذه المرة فقد وقعت تركيا التعديلات المطلوبة بخصوص جيران روسيا الغربيين المتوترين لكن يبقى في الأمر تذكير بكيف يمكن للحليف الحازم الذي يمتلك ثاني أكبر جيش في الناتو أن يمارس نفوذاً متزايداً يؤثر على أمن بقية الأعضاء في الحلف.

 

وكانت صحيفة لاكروا الفرنسية تحدثت عن قمة لندن والمسعى لإخراج الأطلسي من حالة الموت الدماغي، وهو تشخيص توصل اليه، كما هو معروف، الرئيس الفرنسي. وتحت عنوان "حلف أطلسي على حافة الانهيار العصبي" رأت في هذا التصريح "استفزازاً محسوباً" قد يلاقي صداً إيجابياً، خلافاً لما أوحته ردود الفعل الأولية. واعتبرت أن الخلافات الداخلية هي التي باتت تهدد مصير الحلف في عيده السبعين.

التهديديات الخارجية التي بررت ولادته عام 1949 لم تختف تماماً لكن ميزان القوى بات لصالحه مع مضاعفة أعداد الدول المنتمية اليه، ما اكسبه عمقاً استراتيجياً بطول 1600 كيلومتر إضافي في مواجهة روسيا. وخلصت إلى أن الخلافات قد تقضي على الحلف الأطلسي، حينها سيحتفل فلاديمير بوتين بنصر توصل اليه من دون حرب تماماً كما جرى مع الحلف لدى سقوط جدار برلين.

2019-12-05