ترامب يبقي البعض من قواته بهدف نهب النفط كله


أكّدت صحيفة "نيزافيسيمايا" غازيتا الروسية عزم الرئيس ترامب إبقاء قوة محدودة، في شرق سورية، لحماية ونهب حقول النفط، ولفتت إلى أنّ وزارة الدفاع الروسية كانت قد أعلنت أنّ النفط المنتج في هذه المناطق يجري بيعه تحت رعاية قوات أمريكية وشركات عسكرية غريبة خاصة.
أمّا ما يثير التساؤلات الكبيرة فهو شرعية إبقاء المنشآت النفطية تحت سيطرة الولايات المتحدة، التي دخلت سورية مستغلة التفسير الواسع للقرار 2001 حول استخدام القوة العسكرية.
ونقلت عن المبعوث الخاص السابق للرئيس الأمريكي إلى التحالف المناهض للإرهاب، بريت ماكغورك، أنّ ما حصل يفتقر إلى قاعدة قانونية تسمح باستغلال الأمريكيين للذهب الأسود السوري، ورأت الصحيفة أنّ هذه المحاولة للاحتفاظ بأداة للتأثير في الأحداث السورية مرة أخرى تُظهر استحالة جعل الوجود العسكري مثالياً في الصراع الذي تتصادم فيه مصالح عديد من اللاعبين الإقليميين والعالميين. في حالة سورية، اتبع ترامب طريق سابقيه من الزعماء الأمريكيين، البراغماتية السياسية.
وفي نفس سياق الحديث عن الشأن السوري نقلت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الروسية عن الباحث البارز في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، بوريس دولغوف، أنّ محافظة إدلب، حيث تمت تصفية البغدادي، خاضعة للمسؤولية التركية، وفقاً لاتفاقٍ روسي تركي.
فإذا كان خبر مقتل زعيم "داعش" صحيحاً، فهذا يعني أنّ أنقرة لم تفِ بالتزاماتها محاربة الإرهابيين في منطقة مسؤوليتها. ولفت إلى أنّ خبر موت البغدادي ذو أهمية سياسية كبيرة لترامب. فذلك يكسبه نقاطاً انتخابية، من جهة، ويؤكد أنّ وجود الجيش الأمريكي في المنطقة ضروري وفعال، من جهة أخرى.
وذكرت أنّ هناك خلفين محتملين للبغدادي، هما أبو عبد الرحمن الجزراوي، وأبو عثمان الفرنسي. ولكن، وفقاً لدولغوف، هذا كله، كما تصفية البغدادي، ليس ذا أهمية لمستقبل هذه المنظمة الإرهابية. فهي، عملياً، لم تعد موجودة. لقد تم القضاء على داعش كبنية عسكرية– سياسية، في كل من سورية والعراق. وللقضاء على البغدادي بعدٌ رمزيٌ أكثر، يؤكد أنّ الجماعة قد هُزمت.

 

2019-10-29