اعتبر توماس فريدمان في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنّ مقتل زعيم تنظيم "داعش" لا يعني أنّ القصة انتهت، وتفاخُر ترامب بهزيمة "داعش" يُظهر مقدار جهله، فقتل مؤسس "داعش" يجب أنْ يُضعف بشكل إضافي التنظيم "الإسلامي" الأكثر تطرفاً في الشرق الأوسط في العصر الحديث، وبالتأكيد، فإنّ العالم سيكون أفضل بدون البغدادي، لكنّ القصة بعيدة عن النهاية، وهناك الكثير من الملابسات غير المتوقعة.
ولفت الكاتب إلى أنّه في مؤتمره الصحفي، أشاد ترامب بوكالات الاستخبارات الأمريكية التي قتلت البغدادي، لكنّ هذه الوكالات التي امتدح الرئيس كفاءتها هي نفس الوكالات التي أخبرته سابقاً أنّ روسيا تدخلت في الانتخابات الأمريكية الأخيرة في محاولة للدفع باتجاه انتخابه هو ضد كلينتون، وعندما كشفت نفس هذه الأجهزة الحقيقة لترامب طعن في كفاءتها.
واعتبر الكاتب أنّ مقتل البغدادي لن يُنهي المشاكل في الشرق الأوسط، فواشنطن تكرّر الخطأ نفسه في الشرق الأوسط والمتمثل في أنّها تبالغ في تقدير قوة الإيديولوجيا الدينية وتستهين بتأُثير الحكومات السيئة.
ووصف الكاتب حديث ترامب بأنّه سيُبقي الجنود الأمريكيين في سورية لحماية حقول النفط بالحديث "المقزّز والمثير للاشمئزاز والقرف"، والذي سيثير المشاكل في المستقبل، معتبراً أنّه إذا كان لأمريكا دور في الشرق الأوسط في هذا الوقت، فإنّه ليس حماية آبار النفط، وإنّما حماية وتعزيز " الفضيلة".
وفي نفس السياق تحدث وليم بيرنز في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية عن الدبلوماسية الأمريكية التي رأى بأنها تمرّ خلال فترة حُكم الرئيس ترامب بفترة حرجة، وضربة قاصمة لم تتعرّض لها منذ عهد السيناتور جوزيف مكارثي الذي تسببّت اتهاماته التي لا تستند على أدلة في ظهور مصطلح "المكارثية" التي اعتُبرت مرادفاً لفكرة الإرهاب الثقافي.
ورأى الكاتب أنّ تصرفات ترامب تشوّه الممارسة الدبلوماسية، وتضرّ إلى حدّ كبير بالمصالح الأمريكية، وبالنسبة للديكتاتوريين، فإنّ ترامب هو الهدية التي لا تزال مستمرة التقديم، وهو إعلان لا يتوقف عن استغلال المنصب للمنفعة الذاتية في الغرب.
ورأى الكاتب أنّ الولايات المتحدة تحفر حفرة عميقة لنفسها في عالم يتغيّر بسرعة، مليء باللاعبين الذين لنْ ينتظروا أنْ تتوقف عن الحفر، وبيئة تتصلب سريعاً ضد المصالح الأمريكية، فحلفاء الولايات المتحدة في كل أنحاء العالم قلقون ومرتبكون، وخصومها سريعو الاستفادة، بينما المؤسسات والائتلافات التي شكلتها على مدى عقود تهتز، كما أنّ ثقة الشعب الأمريكي في قوّة القيادة الأمريكية المنضبطة والغرض منها تتبخر. وحذّر الكاتب من أنّ تقصير إدارة ترامب في واجبها يأتي في وقت ستحتاج فيه الولايات المتحدة إلى الاعتماد على الدبلوماسية بشكل أكبر، لتعزيز مصالحها وقيمها في عالم أكثر تنافسية.