هل بات شبح الإفلاس يهدد لبنان؟

قالت صحيفة فايننشال تايمز أن لبنان يواجه شبح التوقف عن سداد الديون في ظل الاحتجاجات التي تعيشها البلاد، حيث دخلت الاحتجاجات شهرها الثاني وسط مطالب بإعادة جدولة الديون.

 

وأضافت الصحيفة أن لبنان المنكوب بالاحتجاجات تعهد بسداد 1.5 مليار دولار لحاملي ديونه الحكومية هذا الأسبوع رغم الاقتصاد المتوقف واستنزاف احتياطيات الدولار.

 

وأوضحت أنه مع إجمالي الديون البالغة 88.4 مليار دولار، فإن لبنان لديه واحد من أكبر أعباء الديون في العالم، ويشكل 155 % من الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية عام 2019. والآن، مع دخول الاحتجاجات على الفساد والبطالة شهرها الثاني.

 

ويحذر بعض المحللين والاقتصاديين من أن الواردات يجب أن تكون لها الأسبقية على التزامات السندات، وحث الحكومة على تأخير السداد أو ابتكار طريقة أخرى لنشر الألم.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن ديون لبنان تراكمت مع استمرار الحكومة في إنفاق أكثر مما دخلها، وتباطأت التحويلات من الشتات إلى البلاد، وفي العام الماضي كان العجز حوالي 11 % من الناتج المحلي الإجمالي.

 

في سياق متصل نشرت صحيفة البايس تقريراً تحدثت فيه عن عجز السياسيين في لبنان عن إخماد لهيب الثورة التي اندلعت مؤخراً. وقالت.. " على الرغم من أن الاحتجاجات الحالية تفتقر إلى قيادة واضحة، إلا أن جيل العشرينيات الذين ولدوا في فترة ما بعد الحرب هم الذين يقودون الاحتجاجات، ومن المفارقات أن تنظيم هذه الاحتجاجات يتم من خلال مجموعات واتساب منسقة وطنياً".

 

وأشارت الصحيفة إلى أن المأزق السياسي يزيد من المؤشرات المثيرة للقلق، حيث ارتفعت أسعار السلع بين 15 و20 بالمئة في غضون شهر واحد.

 

وحسب خبير الاقتصاد جاد شعبان يتمثل الخطر الأكبر الحالي في انعدام ثقة المواطنين، ليس فقط في قادتهم، وإنما أيضاً في النظام المصرفي. وحذر الخبير من أن الفشل في تطبيق الوصفات الاقتصادية المناسبة والتضخم المفرط يمكن أن يغرق نصف السكان في الفقر بين عشية وضحاها.

 

وعانت بالعملة المحلية لأول مرة منذ 20 سنة من انخفاض قيمتها بنسبة 25 بالمئة مقابل الدولار.

 

وتابعت أن البنوك أغلقت أبوابها لأكثر من ثلاثة أسابيع وفرضت سقفا محدداً على سحب الدولارات للتخفيف من نقص السيولة.

 

الرئيس اللبناني الأسبق، إميل لحود، رأى أن "أكبر خطأ" هو عودة رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري على رأس أي حكومة جديدة، لأن "الهدف هو إنهاء المقاومة" التي يشكل وجودها ضمانة لعدم وقوع حرب أهلية في لبنان.

 

وأضاف لحود خلال مقابلة مع "الميادين"، ضمن برنامج "المشهدية خاص"، أن هناك شخصيات كثيرة تستحق أن تكون في منصب رئاسة الحكومة من بينها النائب في البرلمان أسامة سعد. وبينما أكد على أن الحراك الذي شهدته البلاد يعبّر عن المطالب التي سبق له أن رددها، داعياً إلى تشكيل حكومة انتقالية ومحذراً من "السير نحو الفشل".

2019-11-30