أشارت لارا سيليغمان في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إلى أنّ مسؤولي البنتاغون يدافعون بقوّة عن قرار نشر جنود وعربات مدرعة أمريكية لحراسة حقول النفط في شمال شرق سورية، بذريعة أنّ وجود هذه البعثة الأمريكية ضروري لمواصلة الحملة المستمرة للقضاء تماماً على "داعش"، وذلك رغم إثارة الكثير من التساؤلات عن شرعيتها ومصداقيتها.
وأضافت الكاتبة أنّ بعض الخبراء يشكّكون في مصداقية البعثة العسكرية الأمريكية، خاصةً بعد سحب ترامب قوات من الحدود السورية التركية قبل التوغل التركي في شمال شرق سورية، حيث اعتُبرت تلك الخطوّة مؤشراً على تخلي واشنطن عن حليفها الرئيسي في الحرب على الإرهاب في سورية، قوات "قسد"، لتقتلهم تركيا التي تعتبرهم تهديداً إرهابياً.
وأشارت الكاتبة إلى أنّه بعد تعهد أولي بسحب جميع القوات الأمريكية من سورية، وافق ترامب رسمياً أخيراً على توسيع البعثة العسكرية في سورية، مُرسلاً مئات الجنود الآخرين في عملية ذات أهداف غامضة، علماً أنّه تدور تساؤلات عمّا إذا كان للقوات الأمريكية سلطة قانونية لمهاجمة قوات روسيّة، أو سوريّة، أو إيرانيّة تحاول الاستيلاء على حقول النفط شرق سورية، خاصةً أنّ تفويض عام 2001، لا يخوّل قوات أمريكية إطلاق النار على قوات دول، ما لم يكن دفاعاً عن النفس.
واعتبر فريْد كابلان في مجلة "سليت" الأمريكية أنّ مستوى جهل ترامب دخل مرحلة جديدة، فهو لم يَعُد الرئيس المتقلب المتهوّر، وإنّما أصبح الرئيس الواهم. وأضاف الكاتب أنّه من الواضح أنّ ترامب لم يُظهر خلال سنوات حُكمه الثلاث معرفة جيدة بالسياسة الخارجية، وليست لديه فكرة عما يتحدث عنه، ويتصرف بتهوّر، وعادةً ضد المصلحة الأمريكية.
ورأى الكاتب أنّه يجب دائماً التذكّر أنّ خيانة ترامب للأكراد كانت واضحة في مكالمته الهاتفية مع أردوغان في 6 تشرين الأول، والتي قال فيها إنّه سيسحب بعض القوات الأمريكية من شمال شرق سورية، كما أنّه أخبر الصحافيين بكل وضوح أنّ ما تفعله تركيا في سورية أمرٌ لا يعنيه، وأنّ النزاع بين الأتراك والأكراد أمرٌ لا يعني أمريكا، واصفاً الأكراد بأنّهم "ليسوا ملائكة"، وأنّ حزب العمّال الكردستاني أسوأ من تنظيم "داعش".
واعتبر الكاتب أنّ تصرفات ترامب وتخليّه عن حلفاء أمريكا يكشفان عن أنّه لا مبالي، وهو يرسل رسالة للعالم بأنّ عليهم عدم الثقة بوعود أمريكا، فضلاً عن إجراءات محاكمته، حيث وصل ترامب إلى حدّ غير مقبول من عرقلة السلطة وإساءة استخدامها، فهل سيُقنع ذلك عدد من الجمهوريين لانتهاز الفرصة للتخلص من رئيس بدؤوا ينظرون إليه على أنّه خطير؟