الاعتصامات الاحتجاجية في لبنان تتواصل مع عودة قطع الطرق


شهدت بيروت وبعض المناطق اللبنانية صباح اليوم اعتصامات واحتجاجات تزامنا مع عودة المصارف إلى عملها المعتاد وقبيل انعقاد جلسة لمجلس النواب اللبناني.

وتجمع عشرات المحتجين منذ الصباح أمام المجلس لمنع النواب من الوصول إلى المبنى وحضور الجلسة التشريعية المقررة قبل الظهر فيما تعمل القوى الأمنية على منع المحتجين من الاقتراب من بوابات المجلس.

وقطع محتجون طريق عام حلبا في عكار شمال لبنان بالكامل بالإطارات غير المشتعلة والعوائق الحديدية والأتربة كما قطعوا عددا من الطرق الفرعية في صيدا وعبرا بالعوائق الحديدية وحاويات النفايات كما عمدوا إلى إغلاق بعض المرافق العامة ولا سيما مؤسستي أوجيرو و(كهرباء لبنان) إضافة إلى قطع طرقات ضمن نطاق عاليه في صوفر ومفرق العبادية لكن الطريق الدولية في عاليه باتت مفتوحة بعد أن قام الجيش اللبناني بفتحها أمام المواطنين.

وأغلق محتجون طرقات البقاع الغربي في جب جنين وكامد اللوز وغزة والطرقات التي تربط البقاع الغربي بالوسط وطريق راشيا عند بلدة البيرة وفي حاصبيا قطعت الطرقات الداخلية بين قرى وبلدات المنطقة.

إلى ذلك فتحت جميع المدارس الرسمية والخاصة أبوابها اليوم في عاليه والمتن الأعلى كما فتحت المصارف أمام المواطنين بعد أن اتخذت قوى الأمن الداخلي تدابير أمنية أمام أبواب المصارف.

_أشار موقع ستراتفور للدراسات الاستراتيجية والأمنية الأمريكي إلى أنّ المتظاهرين في لبنان يخوضون معركة شاقة لتحقيق أهدافهم الطموحة المتمثلة في التغيير الهيكلي لنظام الحكم، حيث باءت المحاولات السابقة لسنّ إصلاحات سياسية صغيرة بالفشل إلى حدّ كبير، لكنْ، بالنظر إلى شدّة المظاهرات وزخمها، فهناك احتمال أنْ تتحول الاضطرابات إلى حركة سياسية تعمل على إحداث تغيير ملموس مع مرور الوقت.

واعتبر الموقع أنّ احتمال إجراء انتخابات مُبكرة يبقى قيد المناقشة، وإذا تمّت الانتخابات في ظل المناخ السياسي الحالي، فقد تهدّد بالقضاء على نفوذ كل مَنْ له علاقة بالنظام السياسي المعقّد في لبنان، بما فيه الرعاة الإقليميين، إيران والسعودية.

وأوضح الموقع أنّه في مواجهة نفوذ إيران الضعيف أصلاً في لبنان، سعت تركيا إلى التأثير على السياسة في لبنان، لكنها فشلت في جمع الدعم السياسي والاقتصادي والأمني اللازم للقيام بذلك، وقد يكون احتمال الاستفادة من ضعف النفوذ السياسي لإيران في لبنان سبباً كبيراً لأنْ يبدو أعداء إيران في الخليج، وتحديداً، السعودية والإمارات، غير توّاقين للمساعدة في إنقاذ لبنان من أزمته المالية، فالرياض، بشكل خاص، تتمتع بسجل حافل في كبح الدعم عندما تعتقد أنّ "حزب الله" سيستفيد منه.

 

_تناولت صحيفة دي فيلت الأزمة المالية الكبيرة في لبنان. وقالت إنّ لبنان لم تعد قادرة على تجنب الإفلاس، يجب علي النظام أن يوقف خدمة ديونه. وذكرت أنّ الكاتب اللبناني نسيم طالب تنبأ بإفلاس لبنان بشكل مباشر، وتوقع أزمة اقتصادية عميقة بالدولة. وأوضحت أنّ الدولة اللبنانية تقع على جبل ديون ضخم، وهي في المرتبة الخامسة من حيث ارتفاع نسبة الديون في العالم. وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي، فإنّ الوضع لا يتحسن، لأنّ الإنفاق الحكومي يزيد بحوالي 50 بالمائة عن الإيرادات. ويمكن ملاحظة مدى الأزمة الاقتصادية في لبنان من خلال العجز المزمن في الحساب الجاري، لافتة إلى أنّ العجز في الحساب الجاري بلغ 26٪ من إجمالي الناتج المحلي اللبناني هذا العام. وتابعت أنّه في عام 1997 تم ربط العملة اللبنانية بالدولار الأمريكي، ولأن ديون لبنان مقومة بالدولار في الغالب، فإن عبء الديون سيرتفع بشكل كبير إذا تم تخفيضه. وأكدت أنّ ربط العملة اللبنانية بالدولار الأمريكي سيؤدي إلى أزمة مصرفية وديون وأزمة عملة، ويجب إعادة هيكلة الديون بقيادة صندوق النقد الدولي، وهذا يمكن أن يقلل من الفساد، ويعطي البلاد حافزاً جديداً للنمو.

2019-11-19