صحف أمريكية: إسرائيل تدعم "الأكراد" عندما يكون ذلك مناسباً لها... وتدعم أعداءهم عندما يخدمها ذلك أكثر

 

 

أشار ديمتري ألكساندر سميس في مجلة "ذا ناشونال إنترست" الأمريكية إلى أنّ البعض يعتبر أنّ روسيا حققت نصراً بإبرامها اتفاق سوتشي الذي توصّل إليه بوتين وأردوغان حول سورية. ونقل الكاتب عن الجنرال الروسي المتقاعد يفغيني بوزينسكي، قوله: "إنّ الأكراد جلبوا على أنفسهم المآزق من خلال اصطفافهم مع واشنطن، وليس مع موسكو التي عرضت عليهم التعاون في بداية 2015، لكنهم رفضوا، وظنوا أنّ أمريكا ستحميهم وتساعدهم على المدى البعيد في إنشاء دولة مستقلة، وهم يقطفون اليوم ثمار ذلك القرار، فليس أمامهم الآن خيار سوى الانسحاب، ولم يَعـُد بمقدورهم الاعتماد على حماية واشنطن لهم".

ولفت الكاتب إلى أنّ عدداً من المحللين في موسكو أكّدوا أنّه فيما نجحت روسيا في تجنُب مواجهة مع تركيا حول سورية، فإنّ هناك تحديات ومخاطر عديدة تنتظرها، وهناك تحذيرات لموسكو من أنّه لا يمكن الاعتماد تماماً على تفاهُم روسيا مع الأكراد، وذلك لأنّهم قد يغيّرون رأيهم، ويجبرون الكرملين على التعامل مع احتمال تعرّضه لضربة موجعة من خلال صفقته التي يفاخر بها مع أنقرة. وأوضح الكاتب أنّ الكثير من الخبراء يعتبرون أنّ تحركات إدارة ترامب الأخيرة للسيطرة على حقول نفط في شرق سورية، ستُضعف موقف الحكومة السورية التفاوضي مع الأكراد السوريين.

أشارت ساهار فاردي في موقع لوب لوغ الأمريكي إلى أنّ رسائل الدعم للشعب الكردي طغت على الخطاب الإسرائيلي منذ بداية عملية "نبع السلام" التركية شمال سورية، فبعد يوم من شنّ تركيا هجومها، كتب نتنياهو على تويتر: "تدين إسرائيل بشدّة الغزو التركي للمناطق الكردية في سورية، وتحذّر من التطهير العرقي للأكراد من قِبل تركيا ووكلائها، إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدة الإنسانية للشعب الكردي الشهم".

وأضافت الكاتبة أنّه على مدى عقود، ردّد السياسيون الإسرائيليون الحديث عن العلاقة بين الشعبين اليهودي والكردي، وعن وجود شراكة سياسية وأخلاقية قوية بينهما، لكنّ نظرة فاحصة توّضح أنّ تحالف إسرائيل مع الأكراد هو تحالف قائم على المصالح تماماً، فطوال العقد الأول من الألفية الجديدة، دعمت إسرائيل القوات العسكرية الكردية، بما في ذلك التدريب في سورية والعراق، وفي الوقت نفسه، باعت 170 دبابة إلى تركيا.

وأكّدت الكاتبة أنّ إسرائيل تدعم الأكراد عندما يكون ذلك مناسباً لها، وتدعم أعداءهم عندما يخدم هذا الدعم مصالحها السياسية والاقتصادية أكثر، وبالتالي، فإنّ موقفها من الأكراد ليس مدفوعاً بالأخلاق، وإنّما بالمصلحة، وطالما استمرت إسرائيل في احتلال فلسطين، فلا يحق لها الحديث عن تحرير الأكراد، بحجة أنّها مدفوعة بالرغبة في "فعل الشيء الصحيح".

2019-11-14