23 معمل كونسروة تعود للعمل في درعا


مستفيدة من وفرة الإنتاج في المحافظة، باشرت معامل الكونسروة في درعا عملها منذ مطلع شهر تموز الماضي بالتزامن مع وصول إنتاج البندورة إلى ذروته بعدما تعرض له من انتكاسة في الأسعار وصلت في ذروة الموسم إلى أقل من 50 ليرة للكيلو الواحد وهو رقم يقل عن سعر التكلفة، ما فتح الباب واسعاً للمطالبة باستيعاب فائض الإنتاج واستجرار المادة من قبل المعامل بأسعار مجدية لمزارعيها.
وأعرب عدد من أصحاب هذه المعامل عن أملهم في إيجاد قنوات لتصدير منتجاتهم بأسعار مجدية اقتصادياً وذلك بالنظر إلى حجم التكاليف العالية وخصوصا مادة المحروقات وارتفاع فاتورة المواد الأولية الداخلة في صناعة منتجاتهم، إضافة إلى ارتفاع أجور النقل.
مدير صناعة درعا – المهندس عبد الوحيد العوض بيّن أن عدد معامل الكونسروة التي عادت لمزاولة العمل بلغ 23 معملاً من أصل 41 معملاً كانت حاضرة قبل الحرب، بينما دخلت ثلاثة معامل جديدة مضمار العمل بعد حصولها على التراخيص، لافتاً إلى أن الطاقة الإنتاجية للمعامل تقارب 200 طن يومياً، وهي – أي المعامل – قادرة على استيعاب كامل إنتاج المحافظة وخصوصاً من مادة البندورة وبأسعار مشجعة للمزارعين ولا سيما بعد الحركة النشطة التي شهدها تصدير البندورة في الفترة الأخيرة ما جعل من توريد المادة لمعامل البندورة خياراً ثانياً للمزارعين وهو ما رفع من سعرها أكثر.
وأشار العوض إلى أن ما يعوق عودة ما تبقى من معامل الكونسرة في المحافظة إلى العمل مجدداً هو حجم الدمار الذي تعرضت له بعض المعامل سواء على مستوى الآلات أو البنية التحتية، إضافة إلى حصول تنازعات بين الشركاء وعدم وجود الملاءة المادية الكافية لدى كثيرين من أصحاب المعامل خصوصاً مع ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج، مشيراً إلى أنه يجري تزويد هذه المعامل بالمحروقات من «الديزل» أو «الفيول» بشكل نظامي، علماً أن هناك ثمانية معامل في المحافظة عدّلت في خطوط إنتاجها وخصوصاً الحراقات وباشرت العمل بمادة تفل الزيتون الناتجة عن معاصر الزيتون أو ما يسمى مادة «البيرين» لخفض تكاليف الإنتاج مستفيدة هي الأخرى من توافر هذه المادة بأسعار مقبولة لا تتجاوز الـ 50 ألف ليرة للطن الواحد للاستعاضة بها عن مادة الفيول التي يصل سعر الطن منها إلى 230 ألفاً.
ولفت مدير الصناعة إلى أن ستة معامل في المحافظة قامت بتحديث خطوط إنتاجها بالكامل بخط إنتاج مستمر يعمل على مدار الساعة وهو ما رفع من طاقتها الإنتاجية وجودة منتجاتها فضلا عن وجود 12 معملاً لديها ماركات مسجلة باسمها، بينما تقوم بعض المعامل ببيع المنتج «دوكمة» من دون تعليب، إضافة إلى قيام معامل أخرى ممن لديها خطوط إنتاج مستمرة بتعليب المنتج لمعامل أخرى من خارج المحافظة. ولجهة مراقبة جودة المنتج أوضح العوض أن المديرية تقوم وبشكل دوري وبالتنسيق مع مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بسحب عينات من منتجات هذه المعامل والتأكد من مدى مطابقتها المواصفات القياسية من حيث الكثافة والأسعار، إضافة إلى وجود مخبر للتحاليل في كل منشأة لقياس مدى الكثافة التي وصلت – حسب قوله – في المعامل التي تعمل بخطوط إنتاج حديثة إلى /36/ وهي من الكثافات العالية عالمياً، ما أعطى منتجات هذه المعامل قيماً مضافة أكثر سواء من حيث التصريف أو السعر. وفضلاًعن إنتاج رب البندورة أشار مدير الصناعة إلى منتجات أخرى مثل البازلاء والبامياء المطبوخة والمعلبة، وأيضاً إنتاج الفواكه المطبوخة والمعلبة والمربيات والكتشب ودبس الفليفلة ودبس الرمان وتعليب الفول والحمص.
تشرين

2019-09-04