ترامب يتخلى عن أصدقائه ويكافئ أعداءه

 أشار "ماثيو بيتي" في مجلة "ذا ناشونال إنترست" البريطانية إلى أنّ السعودية تعاني حصاراً في الوقت الراهن، حيث يبدو ولي العهد السعودي مُتعَباً بسبب الهزائم الخارجية التي لحقت به، لكنْ، مع المشكلات المتزايدة التي تلاحقه، فإنّه قد يحاول القيام بمقامرة أخيرة، وهي تغيير وجهته من واشنطن نحو طهران، وهي مخاطرة كبيرة، وليس لديه مجال كبير للمناورة فيها.

وأشار الكاتب إلى أنّ ولي العهد السعودي بدأ حكمه بسياسة خارجية طموحة، فدفع ترامب باتجاه التصعيد مع إيران، وصعّد من العمليات العسكرية في اليمن، وبدأ حملة حصار ضد دولة قطر، لكنّ تلك السياسات التي تبناها خلال السنوات السابقة انفجرت في وجهه مؤخراً، ففي 14 أيلول الماضي، ضربت طائرات مسيرة وصواريخ المنشآت النفطية السعودية في بقيق وخريص، ممّا أدى إلى توقف نصف الإنتاج النفطي السعودي، لكنّ الهزيمة العسكرية التي ألحقها الحوثيون بالسعودية في منطقة نجران تشير إلى أنّ الأسوأ قادم.

واعتبر الكاتب أنّ اللقطات التي بثها الحوثيون للأسرى السعوديين وصور تدميرهم المعدات السعودية الباهظة الثمن تُظهر إهانة واضحة للسعوديين، كما أنّه بعد عام على مقتل الصحافي جمال خاشقجي، فإنّ السعودية تواصل خسارة أصدقاءها في واشنطن، حيث زادت الضغوط عليها لوقف الحرب في اليمن.

في سياق متصل اعتبرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أنّ المحادثات التي تجريها السعودية مع الحوثيين لأول مرة منذ أكثر من عامين، تشير إلى أنّ الرياض تريد إنهاء القتال والخروج من المستنقع اليمني.

وأشارت إلى أنّ المفاوضات تجري عن طريق "قناة خلفية" بدأت بعدما أعلن الحوثيون المتحالفون مع إيران في أيلول الماضي وقفهم لهجمات على المملكة.

وأضافت عامل آخر وراء تحول الرياض هو ضعف تحالفها بعدما أعلنت الإمارات، الحليف الرئيسي للمملكة في تموز الماضي خفض وجودها في اليمن.

وأوضحت أنّ هذا الصراع، الذي تحول إلى حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، وصل إلى طريق مسدود منذ سنوات، وقال خبراء إنّه لا يوجد حل عسكري.

2019-10-13