تاريخ أسود وحفيد مُجرم

 بقلم: جمال ظريفة
يحفل التاريخ العثماني الأسود على مر القرون بالمجازر والقتل والتهجير فمنذ الأب أرطغرل وابنه المؤسس عثمان وسفك الدماء نعت دائم لأفعال للسلطنة العثمانية المتخلفة التي قامت على الغزو والعدوان وتهجير الجيران.
قتلة مجرمون متخلفون، صفات رافقت توسع تلك القبيلة الخبيثة المتعطشة للدماء وتمددها في الأناضول على حساب القبائل المجاورة لتشمل فيما بعد كل الهضبة وتتوسع في الوطن العربي متلبسة لبوس الدين عاملة السيف في نحور الشعوب المجاورة فكان العثمانيون مع القتل صنوان لا يفترقان.
السلب والسرقة وقطع الطرق أعمال بني عثمان على مر قرون خلت وها هو الحفيد البار لذلك الإرث الثقيل يظهر محتلاً معتدياً أفّاكاً بعدما سلبت تركيا لواء اسكندرون وحرمت سورية من تلك البقعة الجميلة الغالية على قلوبنا جميعاً.
«الإخواني» أردوغان الوفي لتاريخ أجداده العثمانيين الإجرامي، لا يبتعد كثيراً عن نهج أسلافه السلاجقة هؤلاء في القتل والغزو ودعم الإرهاب، لكنه يختلف عنهم بظهوره على وسائل الإعلام بمظهر «الحمل الوديع الداعي للسلام» خافياً ما يحمله من فكر إرهابي دموي قاتل.
العدوان التركي الغاشم على الأراضي السورية المستمر منذ أيام عدة بحجة إقامة ما يسمى (منطقة آمنة) ما هو إلا «غزو» تركي مفضوح لأراضي دولة ذات سيادة، بهدف احتلال أرض الغير بالقوة، ضارباً عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق الدولية.
الإجماع العالمي على إدانة ذلك العدوان الغاشم دليل على حقيقة واحدة هي تململ المجتمع الدولي ومعرفة جميع أطرافه بنيات أردوغان بعد كل ما أظهره من دعم للإرهاب في سورية، وما دعوة مستشاره للإرهابي المدعو «أبو محمد الجولاني» بالقتال إلى جانب القوات التركية في شمال شرق سورية إلا دليل جديد على تورط ذلك النظام الإرهابي بدعم الإرهاب وتخريب سورية.
ميليشيا «قسد» الانفصالية العميلة للأمريكي كانت قد اتفقت مبدئياً مع النظام التركي على إخلاء بعض مواقعها عند الحدود لتحل القوات التركية محلها لكن حتى هذه العمالة والارتهان لم تنفع مع أردوغان لأن أهداف عدوانه تتخطى الحدود وعينه على إقامة «سلطنة» عثمانية جديدة.
نقول لأردوغان ولكل محتل: ستخرج صاغراً شئت أم أبيت، عاجلاً أم آجلاً، وستكون كلمة الفصل لإرادة الشعب السوري ولجيشه البطل الذي سينظف أرض الوطن من كل دنس ونجس.

2019-10-13