الغارديان: أردوغان المغامر يخوض أكبر مقامراته في سورية


 قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية في مقالة حملت عنوان "مقامرة وخيارات صعبة أمام أردوغان" إن أردوغان أقنع الرئيس ترامب بإعطاء الضوء الأخضر لغزو القوات التركية شمال شرق سورية، والآن يواجه الرئيس التركي خيارات صعبة: إلى أي مدى يستمر ويتوغل؟ من هو العدو؟ وإلى متى يمكن استمرار وتحمل تكلفة عملية كبيرة كهذه؟ وأوضحت أن هذه العملية قد تكون أكبر مقامرة لأردوغان المعروف عنه أنه مغامر ولا يهاب المقامرة.
وأشارت إلى أن ما وصفه أردوغان على مدى شهور بأنه عملية ضرورية للقضاء على التهديد الإرهابي الكردي تحول بصورة مفاجئة إلى "عملية للسلام" تسعى في المقام الأول لاستهداف تنظيم داعش.
وتابعت إن تركيا غيرت نبرتها من الحديث عن طموحات أردوغان في بسط السطوة على مناطق في سورية إلى إنشاء "منطقة آمنة". وأكدت أن أردوغان يواجه عدداً من الأمور المجهولة، من بينها ما إذا كان لدى تركيا القدرة على قيادة الهجوم على تنظيم داعش.
كما أن أردوغان لا علم لديه بالخطوة القادمة لترامب، ولا يعلم أيضاً ما قد يبدر من روسيا أو من الحكومة السورية، التي قد تتحين فرصة البلبلة الحادثة الآن لاستعادة السيطرة على بعض المناطق، ولم يتضح حتى الآن موقف الرأي العام التركي إزاء صراع مكلف ممتد، كما أنه إذا نجم عن العملية تبعات إنسانية، فإن أردوغان يعلم أنه قد يواجه عقوبات أمريكية وأوروبية.
وفي نفس السياق نقلت صحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس الروسية عن كبير الباحثين بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير سيتنيكوف أن هناك خطراً من تطور العملية التركية إلى صراعٍ عسكريٍ واسع النطاق يشمل دولاً أخرى، لأن الأتراك لا ينوون التوقف.
الاحتمال السيئ، أن تصبح حرب الجميع ضد الجميع. فالحرب، قد لا تتوقف عند حدود المعارضة السورية والقوات السورية الرسمية، إنما قد تشمل لاعبين آخرين.
وأضاف أن الوضع خطير: هناك كثير من القوى المحلية والدولية متورطة في النزاع السوري. وتابع تقف روسيا، الآن، على الحياد الدبلوماسي، ولكن عموماً، تجري هذه العملية بموافقة موسكو. فهي تتوافق مع جهود روسيا لإعادة اللاجئين، ذلك أن تركيا تخطط لإنشاء منطقة خفض تصعيد في منطقة الحدود التركية السورية. كما أن العملية التركية تسمح بتنشيط المفاوضات مع الأكراد.
أما الباحث الرئيس في مركز دراسات الشرق الأوسط بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، الكسندر كريلوف، فيرى بأن أردوغان لن يوصل الوضع إلى حرب واسعة النطاق، حيث سيضرب النقاط التي يعتقد أن هناك قواعد للإرهابيين الأكراد فيها. ثم، يمكنه تقليص أنشطته على هذه الجبهة، والبدء في حملة ايديولوجية داخلية والترويج وسط الأتراك لقيامه بأكبر حملة لمكافحة الإرهاب، وكسب نقاط.

 

2019-10-13