“أرامكو”.. تحريض على الحرب

 

بقلم: صلاح الدين إبراهيم

في خطوة مكشوفة الأهداف، تتوالى التصريحات والتغريدات الأمريكية الكاذبة باتهام إيران بالوقوف خلف الهجوم الأخير على المنشأتين النفطيتين لشركة أرامكو السعودية، وإيجاد ذريعة لتبرير تحركات عدائية مستقبلية ضد إيران، على الرغم من أن القوات اليمنية المسلّحة أكدت مسؤوليتها عن الهجوم وتوعّدت أن قادم العمليات الدفاعية سيكون أقسى وأشد إيلاماً وبكل الوسائل المشروعة إذا استمر العدوان والحصار على الشعب اليمني.

ويكشف الهجوم الأخير أن القوات المسلحة اليمنية فرضت قواعد اشتباك جديدة، ومن يراقب تطوّر عملية التصنيع الحربي في اليمن لا يستبعد أن تنفذ صنعاء هجمات على هذا المستوى من التكنولوجيا المتقدّمة، كما أن التصريحات والبيانات اليمنية قبل أشهر أشارت إلى أن بنك أهداف القوات اليمنية أخذ بالاتساع في السعودية وأن الطائرات اليمنية ستضرب العمق السعودي، وأن هجمات بقيق وخريص هي الثالثة على منشآت نفطية سعودية، وقد سبقها استهداف خطوط أنبوب النفط لشركة أرامكو والثاني حقل نفط الشيبة، علاوةً على استهدافها عدة مرات بطائرات مسيرة لمطارات جيزان وأبها ونجران.

وفي ظل تأكيد دونالد ترامب أن بلاده مستعدة لمساعدة النظام السعودي، وأنها تعرف الفاعل وتنتظر نتائج التحقيق السعودية، وحديث نائبه مايك بنس عن أن الجيش الأميركي على أهبة الاستعداد للدفاع عن مصالحها وعن حلفائها، كشف مسؤول أميركي أن واشنطن تعمل حالياً على فرض ملف إثبات أمام الكونغرس وإقناع المجتمع الدولي، خصوصاً الأوروبيين بذلك، خلال أعمال الجمعية العامة لأمم المتحدة.

إن الولايات المتحدة الأمريكية تملك عدداً هائلاً من الأقمار الصناعية التي تحلق في الفضاء الخارجي وتستطيع مراقبة كل ما يدب على الأرض، لكن ترامب كعادته لا يترك فرصة تدر على إدارته أموالاً خليجية إلا ويستغلها في إطار سياسته المعهودة لابتزاز الأنظمة الخليجية ونهب أموالها، وهو ينتظر ما سيقوله النظام السعودي حول الجهة التي تقف وراء هجمات أرامكو مستغلاً إياها لمطالبة هذا النظام مجدداً بدفع الأموال مقابل توفير الحماية الأمريكية، ولذلك قال: “إنه في حال كانت هناك ضربة انتقامية فيتوجب على الرياض لعب دور رئيسي في ذلك ولا سيما فيما يتعلق بدفع الأموال”.

إن أي تدخّل عسكري أميركي سيؤدي إلى تفاقم الفوضى والصراع في المنطقة، وتراجع الجهود الضاغطة على النظام السعودي لإنهاء الحرب العدوانية على الشعب اليمني، والسّؤال الذي يطرح نفسه بقوة: ما هي التطورات التي يمكن أن تَحدث في المستقبل المنظور، وهل ستعتدي الولايات المتحدة على إيران في حال دفع حليفها السعودي تكاليف الضربة، وكيف سيكون هذا الاعتداء، هجمات صاروخيّة محدودة، أم حرب شاملة، أم المزيد من العقوبات، أم إن كل ما سبق لن يحدث؟.

في مختلف الأحوال تبدو الولايات المتحدة الأمريكية مقبلة على عملية ابتزاز هائلة لممالك ومشيخات النفط .. بعملية عسكرية أم بدونها !!.

 

2019-09-19