كنز هرمز… وتحالف القراصنة من أجل صندوق!!


بقلم: عزة شتيوي

خمسة عشر رجلا ماتوا من أجل صندوق!!… فما بالكم اذا كان صندوق دونالد ترامب الانتخابي..؟ هل كان سيخطر في بال كاتب حكاية جزيرة الكنز ماخطر في مخيلة جون بولتون… تفجير الشرق الاوسط بأكمله..؟

مشهد الرواية يقفز إلى مضيقي هرمز وجبل طارق.. تحالف القراصنة بقيادة واشنطن لحماية الملاحة البحرية!!

ترامب صاحب العين السياسية الواحدة والقدم الخشبية طرق على رؤوس الحلفاء لمواجهة إيران.. ارتجت بريطانيا بكل رصانة تاريخها الملكي وطفت تريزا ماي على سطح المعركة… معركة حبس الانفاس والسفن مع طهران…

ثمة خطأ لم تنتبه له لندن.. لا أحد يجاري سياسية إيران في النفس الطويل وعمق الإرادة.. قالها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف :صقور البيت الابيض تقود بريطانيا للخراب… ثمة من يردد على اسوار البيت الابيض انه الغراب.. بولتون.

ليست بريطانيا وحدها.. هناك السعودية والامارات لحقوا ببولتون وترامب إلى معارك المياه برتبة خفر تحت غطاء لتحالف القراصنة.. الم تتعب الرياض من تشتتها بين التحالفات في سورية واليمن والحصيلة حتى الآن صفر في حسابات الانجاز..

اليمنيون دكوا معاقل ال سعود في عقر القواعد الاميركية في السعودية وسورية اسقطت جيش الاسلام في جهنم الانسحابات والاستسلام.. مابالكم اذا اضطرت ايران لمواجهتهم في المياه.. وهم اصحاب السياسة الصحراوية…؟ الم يصاب أصحاب العروش الرملية بدوار البحر بمجرد رؤية مشهد احتجاز السفينة البريطانية!؟

قد يرمي ترامب هذه الحمولة كلها من الخليج في الخليج عند أي ضوء يبصره من المنارة الايرانية.. تضحك كثيرا كوريا الشمالية صاحبة التجربة في اختبار جدية تهديدات واشنطن!! وربما يضحك الظريف في سره.

قد يرغب ترامب في إشعال فتيل الحرب ولكن لاينوي تفجيره.. هو فقط ينير الطريق إلى صندوق الاقتراع ويحاول الحفاظ على نقاط التواجد في الشرق الاوسط.. يقفز كالمهرج بين البر السوري والبحر قبالة ايران لمزيد من الوقت فإعلان الخسارات لايناسب الساعة الرملية لانتهاء ولايته…

في الذرات المتبقية لهذه الساعة يغربل الرئيس الاميركي حلفاءه في نار الوقت ويعيد احراق بعضهم ليمر فوق رماد صفقة القرن… فالرئيس الاميركي يتنفس من دخانها…

من دخان الصفقة في المنطقة يتخبط الجميع في فوضى سياسية وميدانية لن تحمي خرائط الشرق الأوسط الجديد لكنها تبقيهم على حدود الندب فوقها من دون الدراية حتى بالوظيفة والدور..

فان سألنا الأردن عن سر إعادة التموضع الأميركي على حدودها مع سورية وكل هذه الذخيرة قد تشير هي الأخرى باستغراب إلى تجديد (شباب) غرفة الموك وتأزيم العلاقة مع الجارة السورية لغاية في نفس ترامب وفي عيون نتنياهو الشاخصة إلى توتير الاجواء في الجنوب السوري… لعلها حصة اسرائيل من استرضاء الرئيس الاميركي لها وسعيه حفر نفق المستحيل للدخول إلى التسويات السياسية من التنف حيث قطاع الطرق بين خطوط المقاومة!!

اما المساومة فلاتزال ذاتها في الشمال السوري هناك حيث أردوغان على حاله يهرول بالانكشارية فرحا بالس 400 وقد لايجيد استخدامها طالما واشنطن بلعت لسانها.. ربما لاتريد منه الاقتراب اكثر من روسيا خاصة قبل آستنة.. فتركته مع الأكراد يتبادلون الشتائم في نقاط الثبات على الحال التي يريدون تجميدها..

فواشنطن تعرف أنها تمسك اردوغان من اسنانه اللاسعة حتى ولو التف على يدها… تراقص الثعبان على نغمة المناطق الامنة… وقد تراهن موسكو على ازاحته من الدرب إلى ادلب فيمسكه بوتين من ذنب عصابات النصرة… ولاتبدو واشنطن موفقة في رهانها فالخبرة بالملف السوري يبدو انها لاتزال تنقصها رغم الخروج الاسطوري لكل الإرهاب من المحافظات السورية ليبقى الشمال قيد المواجهة والكل ينتظر ان تتبع عملية الجيش العربي السوري ميدوسا الرؤوس الاردوغانية والانفصالية بالذنب الإرهابي!!

 

2019-07-22