في معهد محمود العجان للموسيقا ..أوركسترا الغيتار أول مرة في الساحل السوري

 

عندما ترى ذاك الحب والعشق في عيون ووجوه وأنامل هؤلاء الأطفال واليافعين، وهم يقدمون مزيجاً من المقطوعات الكلاسيكية والغربية والأغاني الشرقية وأغاني الأطفال، تدرك ما معنى أن تحب شيئاً وتبدع فيه.. هذا ما لمسه الحضور وتناغم وانسجم معه في احتفالية الذكرى السادسة لتأسيس معهد محمود العجان للموسيقا مؤخراً على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون، بعنوان (لأنو بكرا أحلى جينا نغني للحب والطفولة).. ومَن رأى تفاعل الجمهور، كباراً وصغاراً، مع ما قدمته الأوركسترا الكلاسيكية وأوركسترا الغيتار التي تم إطلاق نواتهما أول مرة في الساحل السوري وليس فقط في محافظة اللاذقية، وأيضاً تفاعلهم مع كورال الأطفال والفرقة الشرقية، يدرك كم هذه المحافظة حية ومتعطشة للفن والجمال والثقافة والموسيقا، إذ امتلأت مقاعد المسرح يومي الاحتفالية، واستمعوا في كل يوم مدة ساعة إلى أجمل المقطوعات الكلاسيكية والغربية كسيمفونية الأربعين لموزارت والفصول الأربعة لفيفالدي وأداجيو والصعود إلى الجنة و…الخ، والأغاني الشرقية وأغاني الأطفال من قبل كورال الأطفال والفرقة الشرقية المكونة من ٨٥ طفلاً في الكورال و٣٠ عازفاً قدموا أغاني منوعة لمطربين وموسيقيين عرب كبار كأغنية (سنفرلو ع السنفريان) لفيلمون وهبي، و(البنت الشلبية) للرحابنة، و(نحن والقمر جيران) لفيروز، وللموسيقار ملحم بركات و…الخ، كما قدموا أغاني للأطفال، أغنية ريمي وسنان ( ما أحلى أن نعيش) وأغنية (عم بتمر سنين العمر) لرجا زهر وغيرهم، وتم اختيار كل المقطوعات والأغاني بعناية من قبل المدربين وأداها العازفون باحترافية وإبداع على الرغم من صغر أعمارهم التي تتراوح بين (٧-١٥)، وهذا الخليط من الأجيال يدل على المجهود المبذول من قبل الأساتذة والمدربين، والعلاقة الروحية بينهم وبين الطلبة التي ظهرت بطريقة هارمونية رائعة.
وقد أشارت مديرة المعهد شذى محمد إلى ان الغاية من المعهد التابع لمديرية المعاهد الموسيقية والباليه في دمشق، هي نشر ثقافة الموسيقا في وجه الفكر الظلامي وبناء جيل منفتح عقلياً واجتماعياً، واستقطاب المواهب الموجودة في المحافظة لتأهيلها لتصل للاحترافية، محلياً وعالمياً.. ونحن لدينا هذه المواهب لذلك في كل عام نزيد الاختصاصات لتتناسب مع المستوى الذي وصل إليه طلاب المعهد، الذين وصل عددهم بعد ست سنوات إلى (٦٠٠) طالب وطالبة، وفتحنا هذا العام اختصاص (تشيللو- كلارينيت- فلوت…الخ)، وهذا التقدم وراءه سعي المدرسين والإداريين في المعهد لرفع مستويات الطلبة موسيقياً، والدعم الذي يقدم من قبل وزارة الثقافة ومديرية الثقافة ومحافظة اللاذقية.
وقال المايسترو فيصل عمران المشرف على أوركسترا الغيتار: إن ما قدم في هذا العمل الجماعي المتناسق كان نتيجة جهد ستة أشهر، لأن الأوركسترا حديثة العهد والأولى من نوعها في المحافظة.
في حين أشار المايسترو محمد فرحات المشرف على الأوركسترا الكلاسيكية إلى أن هذه الأوركسترا نواة، وأول تجربة في الساحل السوري، وهي ثمرة جهد أكاديمي امتد ست سنوات، نتيجة وصول طلاب المعهد إلى مستويات فنية عالية تتطلب فرقة كهذه، ونطمح إلى أن تضاهي الفرق المحلية في دمشق وغيرها.
في حين قال المايسترو حسين سلهب مؤسس وقائد فرقة اكبر كورال للأطفال في اللاذقية: أردت أن أعلم الأطفال الموسيقا والثقة بالنفس عن طريق الحب، وعلى الرغم من أن العمل أخذ ثلاثة أشهر وتطلب جهداً كبيراً لأن التعامل مع الأطفال له خصوصية معينة، لكنني انتعشت روحياً بعد هذا العرض الجميل.
وقد عبر أغلب الذين التقيناهم من المشاركين عن سعادتهم وفرحهم بالمشاركة.. وديع نحال ولين غفر وكرم علي وعمار ديب وعلي علي….الخ، وحلا حسن التي أدت الأغنية الوحيدة في الاحتفالية (موطني) ترى أن الموسيقا غذاء الروح وتتمنى أن تنتشر ثقافة الموسيقا وتعلم بشكل منهجي لأنها دليل التحضر والرقي، أما أطفال الكورال فقالوا: إن الخوف الذي انتابنا في الدقائق الأولى من اعتلاء المسرح ليس لعدم امتلاكنا القدرة على الأداء بل كان الرهبة من هذا العدد من الحضور، لكنه سرعان ما ذهب وعادت الثقة والقوة لنفوسنا وكسر حاجز الخوف عند تفاعلهم معنا، وكذلك أبدى الحضور إعجابهم بما قدم، إذ أشارت الطفلة سيلينا وأمها إلى أن شعوراً جميلاً تملكهما، وشعر الأطفال ميشيل وبشار وعبدو بأن روحهم حلقت وتملكهم الفرح والسعادة لذلك نتمنى ألا تتوقف النشاطات الثقافية والفنية كهذه.

2019-03-31