ترامب ومحراك الشر الصهيوني.. من يغلق صمام الانفجار ؟

بقلم:  ديب علي حسن    

ثمة مثل شعبي محلي، وربما له صيغ كثيرة في مأثورات العالم (جدي لعب بعقل تيس) بغض النظر عن أن الجدي أو التيس في الكثير من الأحيان لا ينزلق إلى أماكن لا يمكنه الخروج منها، بل يعمل بحذر ولا سيما في الوديان والأماكن التي تشكل خطراً عليه.

لكن لحظات انفلات الغريزة قد تكون كارثية، وهذا ما نراه اليوم في المشهد العالمي، صخب الجنون الذي تمارسه الإدارة الأميركية بدءاً من أصغر موظف فيها إلى ترامب، ناهيك عما يدفع به الكيان الصهيوني، وفي الجوقة مال ونفط، موارد يجب أن تكون حاضرة لتصب في خانة إشعال النار، الظروف كلها مهيأة لإضرامها في حقول الهشيم بمنطقة من العالم هي بمثابة قلبه، ترامب الذي وصل إلى أعلى نقطة يمكن لمتهور أن يصلها غير قادر على النزول منها، وليس بمحيطه من يحمل السلم له لينزل، بل على العكس تماماً يعمل الكيان الصهيوني محراكاً للشر، يزين له العمل وكأنه شربة ماء، أو قفز لغواص محترف بجرف ماء، وليس بلجة بحر هادر.

ما جرى في الفجيرة ليس عادياً، وهو أمر محترف من صناعة أيد تعرف كيف تعد الحطب لتصب زيتاً عليه ومن ثم تشعل عود الثقاب، وتقف عن بعد تتفرج، وتظن نفسها بمنجى من كل الشرور التي ستكون، وإلا ما معنى أن تتحدث وسائل إعلام صهيونية قبل أيام عن احتمال تعرض المنشآت السعودية لأعمال تخريبية، وما معنى أن تقع هذه الأعمال، ولمصلحة من حرب مجنونة لا تترك بقعة في منطقة هشة إلا وتصل إليها، من الضرورة بمكان أن يبحث المتابع عمن يقف وراء هذا.

والأكثر ضرورة أن يقف العالم صفاً واحداً لقمع جنون ترامب وجوقته، فلم يعد ثمة مسافة تبعد صمام الانفجار عن لحظة قد تدمر كل شيء، الكيان الصهيوني بدأ يعزف على مقولة أن لا مصلحة لإسرائيل بمثل هذه الحرب وستكون (إسرائيل) بعيدة عنها، أليست هذه الوقاحة بعينها، واستغباء للعالم كله، بعد أن فعل الكيان الصهيوني ما فعل، وربما اعتقد أن لحظة الانفجار قد أصبحت واقعاً لا مفر منه فلاذ بالصمت والتلطي وراء مصطلحات السلام..

 

2019-05-14