الموسيقى..أمسيات فنية نابضة بالابداع

 

جسدت الموسيقى الوجه الآخر لثقافة تؤمن بالحضارة وبالحياة النابضة بالخير والسلام، عدا عن كونها حديث الوجدان والمناجاة للروح، .. من هنا لا نستغرب حضورها الدائم في المشهد الفني رغم الأحداث المريرة التي عاشها السوريون، وقد تمسكوا بها عزفا وأداء وتأليفا وحضورا، فهي لم تتوقف، و رأيناها بألوان عدة، وقد استمرت في صالات مسارحنا، فقدمت نتاجها الإبداعي، كما قدمت ما يتناغم مع الروح والإرساء للغة راقية.. حتى أن المبدع السوري تمسك بكل الأشكال الموسيقية والتزم بأنواعها و أصولها الأكاديمية، ورسخ الجميل منها، وقد شهدنا الكثير من الإبداعات الموسيقية من صنع مبدعين وكوادر، ليثبتوا أنهم أبناء ثقافة حية قادرة على الصمود في وجه البشاعة، من هنا كانت للثقافة الموسيقية حضورها الدائم وسط أصعب الظروف الحياتية .. كان آخر هذه الحفلات ما أقيم على صالة مسرح الحمراء بدمشق أمسية بعنوان مجدولين، والتي أقامتها مديرية المسارح والموسيقية بدمشق.. بدأت الأمسية بمقطوعة مجدولين على الغيتار للفنان نور الدين العبد، وكان إلى جانب الفنان عازفين أخريين على آليات موسيقية مختلفة من الكمان إلى الغيتار باص والإيقاع .. وقد أبدع كل من الفنان فادي الخوري ، يزن الجاجة ، علاء الجمال، أصيل سكاكر في تقديم معزوفات موسيقية متنوعة ، لفتت الأنظار، وانتزعت الإعجاب برقتها وسموها، وذلك بسبب مهارة هؤلاء الفنانين، وجماليات الأداء والإتقان، والذي اظهر فنا سوريا راقيا قادرا على مواكبة كل حديث كما هو فنانين على درجة عالية من الاحترافية ، خصوصا أن تلك الأعمال الموسيقية كانت متنوعة ومن مدراس موسيقية مختلفة .. وقد قدمت الفرقة مجموعة من الأغاني الفيروزية التي وجدت صداها الكبير عند الجمهور السوري ، ..وغيرها الكثير.

2019-01-24