أكّد مندوب سورية الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بسام الصباغ أن التقرير النهائي لبعثة تقصّي الحقائق بشأن ادعاء استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما يوم الـ7 من نيسان 2018 تضمن تحريفاً خطيراً للحقائق على الأرض والكثير من التناقضات وعدم الاتساق.
وأشار السفير الصباغ خلال المؤتمر الصحفي الذي نظّمته البعثة الروسية في لاهاي لممثلي وسائل الإعلام بعد ظهر يوم أمس لعرض ملاحظات الخبراء الروس بشأن هذا التقرير إلى التسييس الواضح الذي ظهر في التقرير من خلال بعض الإيحاءات ضد الحكومة السورية في الوقت الذي أهمل تماماً دور منظمة “الخوذ البيضاء” ذراع “جبهة النصرة” والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي لعبت دوراً في تطبيق أجندة الدول التي وقفت وراء الحرب ضد سورية وبشكلٍ خاص من خلال استخدام هذه الحادثة كذريعة لتبرير العدوان الأمريكي الغربي على الأراضي السورية يوم الـ14 من نيسان 2018 والذي يمثّل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأكّد الصباغ أن التقرير قد خلا من الحيادية والموضوعية عبر استبعاد بعثة تقصي الحقائق بشكلٍ كامل حيازة المجموعات الإرهابية المواد الكيميائية السامة وبشكلٍ خاص الكلورين الذي تم العثور عليه في مستودعات الإرهابيين في دوما.
وركّز المندوب الدائم لسورية في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على مسألة إزدواجية المعايير الواضحة بشأن التعامل مع شهادات الشهود والتمييز بين الذين تمت مقابلتهم داخل سورية وبيّن الآخرين الذين تمّت مقابلتهم خارج سورية مشيرا في هذا الصدد إلى أن 7 من أصل 15 شاهداً من الذين ظهروا في الفيديوهات المنشورة حول الحادثة تمت مقابلتهم في سورية في حين أن 26 شاهداً تمت مقابلتهم خارج سورية ولم يعرف أي شيء عن صلتهم بالحادثة إلى جانب التناقضات الكثيرة في شهاداتهم.
وأكّد الصباغ أن التقرير يثير مشاكل كبيرة من الناحية الفنية والقانونية وخاصة ما يتعلق بالتزام أنشطة بعثة تقصي الحقائق مع نصوص اتفاقية الأسلحة الكيميائية وخاصة عندما يتعلّق الأمر بأخذ العينات ومقابلات الشهود والتعاون مع الدولة الطرف ذات الصلة.
وأكّد السفير الصباغ في ختام حديثه على أن الجمهورية العربية السورية قدمت التعاون الكامل مع بعثة تقصي الحقائق وأنها كانت تأمل من خلال تسهيل عملها بشأن هذه الحادثة بالتوصل إلى استنتاجات منطقية وموضوعية وألا تخضع للضغوط التي تمارس عليها من قبل بعض الدول المعروفة مشدّدا على أن سورية نفذت كل التزاماتها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية وماضية في التعاون مع الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
من جهته شدّد مندوب روسيا الدائم لدى المنظمة الكسندر شولغين في لاهاي على أن تقرير البعثة حول الحادثة المزعومة لاستخدام مواد كيميائية في دوما لم يكن شفافا واعتمد على النظريات الملفقة التي يختلقها الغرب.
ولفت شولغين إلى تقديم سورية وروسيا كل التسهيلات اللازمة للبعثة لتأدية مهامها على أكمل وجه مؤكدا أن لا صحة للاتهامات الغربية بعرقلة مجرى التحقيق.
وذكر شولغين بتقديم بعثتي سورية وروسيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في نيسان الماضي إحاطة لـ 17 شاهدا بمقر المنظمة في لاهاي لإثبات أن الهجوم الكيميائي المزعوم في مدينة دوما عبارة عن مسرحية مفبركة ولكن بعثة الولايات المتحدة امتنعت مع حلفائها عن الحضور لأنهم لا يريدون سماع الحقيقة من أفواه الأشخاص الذين تواجدوا في دوما يوم الـ7 من نيسان الماضي عندما زعمت هذه الدول وادعت بأن هناك حادثا مزعوما باستخدام الحكومة السورية مواد كيميائية في المدينة.