إصدارات.. مانيا سويد.. ترصد وتحلل في كتابها «صحافة الأزمة»


 

«صحافة الأزمة» عنوان عريض لكتاب صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب للدكتورة مانيا سويد ب219 صفحة من القطع الكبير.
 

يحاول الكتاب أن يرقب المدى الذي يمكن فيه للأزمة أن تلعب دور المؤثر تجاه الصحافة, فيكشف الحالات التي تتجاوز حد التأثير المتبادل والمقبول بينهما ليصل إلى حد تسلط الأزمة على الصحافة وإخضاعها لتوصياتها... وفي الوقت نفسه يحاول الكتاب الكشف عن الأسباب والدوافع التي تؤدي إلى خضوع الصحافة لتأثير الأزمة وبحث ما إذا كانت تلك الأسباب نابعة من الصحافة نفسها لإيمانها بإيديولوجيات بعينها أو تبنيها سياسات تروج لها أم نابعة من قوة الأزمة نفسها.‏

وترى المؤلفة أن للصحافة دورها في معالجة الأزمة بوصفها داء يصيب المجتمع، وتتضافر كل الجهود من أجل معالجته.. لكن للمسألة جانباً آخر، وهو التأثير العكسي، أي تأثير الأزمة في الصحافة، وتسييرها إلى وجهة ربما تقصيها عن ممارسة دورها العلاجي.‏

وفي المقابل لا يدعو الكتاب إلى ترسيخ فكرة التأثير الأحادي، أي تأثير الصحافة في الأزمات وإنكار تأثير الأزمات فيها، فهذا منطق غير واقعي، إذ من الثابت عملاً أن الصحافة تتأثر بالأحداث التي تتعامل معها، ومن غير المقبول القول إن الصحفي محصن تجاه تأثير القضايا التي يتعامل معها، لكن الكتاب يضع تصوراً للحالات التي ينجرف فيها الصحفي أمام تيارات بعينها، تفرض عليه فرضاً بمناسبة تصديه للأزمة، فيضيع من بين يديه هدفه الأسمى تجاه الأزمة لمواجهتها، والتصدي لها.‏

في الفصل الأول من الكتاب تبدأ د.سويد بتعريف الأزمة وتمييزها فتقول: لتعريف الأزمة اهميته في المجال الذي يطرحه الكتاب  حتى يمكن تحديد الحدث الذي تتعامل معه الصحافة على وجه الدقة بحيث لاتختلط به أحداث أخرى قد تشبهه.. فالكتاب معني بالعلاقة بين الصحافة والأزمة.‏

وتضيف: تمّ تداول اصطلاح الأزمة كثيراً في الأوساط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية وفي غيرها، وليس من المتيسر التعرف إلى ماهية الأزمة واستخلاص ما يميزها عن الأشكال الأخرى من المشكلات التي قد تشبهها إلا بتعريفها تعريفاً دقيقاً جامعاً مانعاً، وهذا الأمر يقتضي البحث في تعريفها في اللغة وفي الاصطلاح، ثم على ضوء ما يتوصل إليه من تعريف محدد يوضح المقصود بالأزمة يكون من المتيسر بعد ذلك البحث في تمييزها عما قد يختلط بها من أشكال أخرى.‏

والمقصود بتعريف الأزمة في الاصطلاح هو تعريفها من وجهة نظر الاختصاصين والخبراء ممن صاغوا تعريفات للأزمة ضمن مؤلفاتهم ذات الصلة، وفي هذا الإطار، ومع التسليم بصعوبة وضع تعريف واحد منضبط ينطبق على أنواع الأزمات كافة، نجد تعريفات عدة وضعها المؤلفون وأصحاب الرؤى كل بحسب الرؤية أو الزاوية التي يرى من خلالها الأزمة، فمنهم من نظر إليها من زاوية اقتصادية خالصة ولو لم تكن الأزمة من النوع الاقتصادي في ذاتها، ومنهم من نظر إليها من منظور اجتماعي ولو تعلق الأمر بأزمة سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو غيرها، ومنهم من يراها برؤية سياسية ولو لم تكن الأزمة في ذاتها سياسية، وأخيراً هناك من يحاول الجمع بين أكثر من مفهوم من المفاهيم السابقة في تعريف واحد.‏

الأزمة والحادثة‏

وتحت هذا العنوان تشرح د.سويد أن الحادثة هي الصورة المصغرة لأي من الأشكال الجسيمة للجوائح التي تصيب مجتمعاً ما, لأنها حيت تتحول إلى الصورة المتفاقمة تتحول بالضرورة إلى واحد من الأشكال الجسيمة المعروفة أي الأزمة أو الظاهرة أو الكارثة.‏

وتتناول المؤلفة في الباب الثاني من الكتاب (الصحافة في ظل الأزمة) وفيه تتحدث عن صحافة الرصد والرصد هنا المراقبة كمن يراقب النجوم والأجرام فيرصدها ويدون مايراه.‏

كما تطرق إلى صحافة التصعيد المقصود بها أولاً في اللغة «التصعيد جمعها تصعيدات لغير المصدر»، يقال: صعّد على، أو صعّد في، فيصح القول صعد الموسيقا، أو صعد عليها، أو صعد فيها، أي تعاظم في حجم الصوت، والتصعيد في الاصطلاح الكيميائي هو تحويل المادة الصلبة إلى غازية من دون المرور بمرحلة السيولة، وتصعيد الغرائز في علم النفس هو الارتقاء بها.‏

والتصعيد في السياق يقصد بصحافة التصعيد الكتابات الصحفية التي تتعامل مع الأزمة ليس انطلاقاً من الدور الذي ينبغي على الصحافة أن تقوم به، ولكن من خلال التأثير في الأزمة بتصعيدها وزيادة حجمها أو حجم الآثار الناتجة عنها، سواء عن عمد أم من دون قصد، وسواء بسوء نية أم بحسن نية، الأمر الذي يترتب عليه أحياناً غياب الدور الحقيقي الذي يجب أن يقوم به الصحفي بتبني القضايا من أجل التأثير فيها إيجاباً وليس العكس.‏

وخلصت المؤلفة الى مجموعة من التوصيات ركزت على ضرورة ان تقوم الصحافة في زمن الازمات بدور حقيقي وفاعل... كما لفتت إلى أهمية الاستعانة بأهل الخبرة والرأي عند تناول اي موضوع له علاقة بالأزمات.‏

2018-11-13