العودة إلى دمشق

بقلم.. عبد الرحيم أحمد

تتناول العديد من وسائل الإعلام أخباراً وتحليلات عن قرب إعادة فتح سفارات بعض الدول العربية وغيرها في دمشق بعدما انساقوا في طريق القطيعة معها وأغلقوا أبوابهم على أنفسهم لسنوات سبع ليكتشفوا أنهم بمحاولة عزل دمشق إنما عزلوا أنفسهم.‏

الوفود العربية التي تزور سورية نقابية كانت أم أهلية أم إعلامية ترفع الصوت بأن الخطأ الذي ارتكب بحق دمشق ينبغي أن يصحح، وأنه لامجال لبقاء الخطوط مقطوعة مع عاصمة العروبة التي حمت العرب من تداعيات إرهاب لو كتب له النجاح لكانت شعوب المنطقة في مهب الريح.‏

العودة إلى دمشق تعكس قوتها ومسار انتصارها على تحالفات دولية مع الإرهاب، وأولى بوابات العودة من الأردن فالعبور إلى دمشق عبر معبر نصيب أظهر بشكل واضح أن الأشقاء الأردنيين هم الذين كانوا محاصرين ومعزولين وليس دمشق، وكشف تدفق السلع السورية بكافة أشكالها إلى الأردن ظمأ الأشقاء لخيرات سورية التي تفيض على الجوار رغم السنوات العجاف.‏

سورية تعيش للمستقبل مستندة إلى تاريخها العروبي العريق، تسامح لكنها لا تنسى فالصفحات السوداء التي كتبها بعض مسؤولي الدول العربية مع دمشق لايمكن محوها من جنبات التاريخ، ولا من ضمير السوريين الذين طعنوا في الصدر مرة وفي الظهر ألف مرة. ودمشق التي احتضنت العرب من المغرب إلى المشرق بالتأكيد قادرة على طي صفحة السواد مع الشعب العربي وتبدأ صفحة جديدة يكتبها النبض العربي الواحد والوجع العربي الواحد مهما فرقته الحكومات بإملاءات معروفة.‏

المحاولات الأمريكية التركية لتخريب مسار النصر والتعافي السوري عبر تعطيل مسار آستنه وسوتشي، وإطالة أمد الحرب من خلال إعادة ضخ الدماء في عروق الإرهاب، ومحاولة خلق وقائع على الأرض وإنشاء ميليشيات لتقسيم الجغرافيا السورية لن تنجح في وقف عجلة النصر، ولن تمنع انهيار ما تبقى من المجموعات الإرهابية أمام الجيش العربي السوري، ولاشك أن من يرتهن للأمريكي والتركي ويعش على أوهام غرسوها خلال السنوات السبع الماضية سيفيق على خيبته مكسوراً مهزوماً.‏

العودة إلى دمشق بدأت مع انتصارها، بشروطها وإرادتها، بقوتها وثباتها والجميع اليوم يعيد قراءة المشهد وفق متغيرات الواقع الذي رسمه أبطال الجيش العربي السوري في جميع الساحات، وخيارات التخريب التي يقلبها دونالد ترامب ليست سوى محاولة لذر الرماد في العيون.‏

2018-12-12