الذاكرة... أول فيلم سينمائي قصير يوثّق انتهاكات إرهابيي “داعش” بحق المدنيين الأبرياء في حلب

دارت كاميرا المخرج أنس رمضان في مدينة حلب لتصوير مشاهد فيلمه السينمائي القصير (الذاكرة) لتوثيق الانتهاكات التي مارسها تنظيم “داعش” الإرهابي بحق المدنيين الأبرياء في المدينة ولا سيما في مدرسة الشيباني بالمدينة القديمة والتي حولها التنظيم التكفيري إلى زنزانات ومعتقلات يمارس فيها جرائم القتل والتعذيب.

كاميرا سانا زارت موقع التصوير في مدرسة الشيباني والتقت مخرج وكاتب العمل الإعلامي رمضان الذي بيّن أن الفيلم يسلّط الضوء على جرائم تنظيم “داعش” الإرهابي وتحويله أقبية المدرسة المخصصة لتلقي العلم والمعرفة إلى زنزانات تمتد إلى 600 متر تحت الأرض لممارسة أنواع التعذيب والاعتداءات على المدنيين.

ويتطرّق الفيلم بحسب رمضان إلى حالات التعذيب التي مارسها الإرهاب عبر سرد قصة لهروب سيدة وطفليها من داخل أحد السجون الإرهابية وما عانوه للوصول إلى منزلهم مبيناً أن (الذاكرة) أول فيلم روائي قصير يصور في حلب بعد تحريرها من براثن الإرهاب عبر جهود جماعية وإمكانات فردية شابة باستخدام تقنيات حديثة ومشاهد واقعية تترجم سينمائياً واقع ما جرى أثناء الحرب كون مرحلة إعادة الإعمار تتضمن الفن أيضاً.

الممثلة الشابة راما كرتة بيّنت في تصريح مماثل أنها تجسّد الدور الرئيسي في الفيلم من خلال شخصية الأم السجينة مع طفليها وزوجها في أحد السجون الإرهابية التابعة لتنظيم “داعش” وما تعانيه من عذاب نفسي جراء قطع رأس زوجها أمام عينيها إلى جانب معاناتها أثناء الهروب من السجن والوصول إلى بر الأمان موضحة أن العمل يفضح توغل هذا التنظيم الإرهابي بالوحشية والجهل والتخلف.

بدوره الممثل وائل سماقية الذي يجسد دور السياف أوضح أن الفيلم يتحدث عن جرائم المجموعات الإرهابية بحق الناس الأبرياء تحت ستار ديني معتبراً أن (الذاكرة) يحمل رسالة للعالم بأن يكف عن الانجرار وراء الأكاذيب التي يروجها داعمو هذه المجموعات.

واستوحى الفنان التشكيلي مجد عزوز ماكياج الممثلين من الواقع عبر توظيف الوجوه بملامح الحزن والعذاب للسجناء الأبرياء أما وجوه الإرهابيين فكان لا بد من رسم ملامح القسوة والظلم التي اتسموا بها.

2018-12-10