ينضم كتاب الباحث التونسي توفيق المديني الصادر حديثا تحت عنوان (الدولة الوطنية السورية والحرب على الإرهاب) إلى سلسلة الكتب الفكرية التي بحثت في الحرب على سورية ضمن إطار الصراع الذي تشهده المنطقة.

ويؤكد المديني في كتابه على الجذور الإقليمية والدولية للأزمة في سورية والتي تعود للاحتلال الأمريكي للعراق ورغبة الولايات المتحدة بفرض استراتيجيتها على المنطقة ورفض سورية الانضواء فيها وسعي قوى عالمية للوقوف بوجه التفرد الأمريكي.

ويرى المؤلف أن غزو العراق سنة 2003 كان بداية لمشروع تفكيك الدول الوطنية العربية حيث اعتبرت حينها الإدارة الأمريكية أن هذا الغزو سيمثل “حجر الدومينو لإطلاق موجة تغيير سياسي مدار أمريكيا باتجاه الفوضى الخلاقة” مؤكدا أن سقوط بغداد كان مقدمة السعي الأمريكي لتحجيم الدور الإقليمي السوري.

ويتوقف المديني في فصل كامل حول الآثار بالغة الخطورة للحرب على سورية اقتصاديا واجتماعيا مشيرا إلى أن الغرب حاول توظيف ورقة المهجرين السوريين في ممارسة لعبة سياسة المصالح فضلا عن حاجة المجتمعات الغربية لتجديد شيخوخة سكانها.

ويسهب المؤلف في شرح أسباب ومقومات التحالف الاستراتيجي بين سورية وروسيا في الحرب على الإرهاب ليقدم في فصل آخر مقاربة لدور الولايات المتحدة بالأزمة في سورية ولا سيما في إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب وإسهامها بتعطيل أي حل سياسي.

ويتطرق المديني في فصل آخر للعدوان الصهيوني على سورية وارتباطه بتنظيم النصرة الإرهابي وخشية كيان الاحتلال الإسرائيلي من تعاظم دور محور المقاومة ليبحث في فصول أخرى الحلف الأمريكي الصهيوني السعودي ضد سورية وإيران وتداعيات الأزمة الخليجية على المنطقة.

ويخصص المؤلف فصولا حول دعم مشيخة قطر للتنظيمات الإرهابية في سورية وتوظيفها لخدمة المصالح الغربية كما يبحث في الدعم الأمريكي القوي للإرهابيين على الأرض السورية.

ويعرض الباحث التونسي في نهاية كتابه رؤيته لحل الأزمة في سورية مقدما عدة رؤى تنطلق من وضع مشروع للتسوية السياسية وتشمل التخلص من الأصولية والإرهاب واعتماد خيار إعادة بناء الدولة الوطنية.

يذكر أن الكتاب من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب ويقع في 824 صفحة من القطع الكبير أما مؤءلفه توفيق المديني فهو باحث وكاتب تونسي مقيم في دمشق عضو في اتحادي الكتاب العرب والصحفيين السوريين وعمل بعدة مراكز أبحاث عربية وينشر مقالاته في صحف عربية صدر له 24 كتابا في السياسة والفكر منها القضية الفلسطينية أمام خطر التصفية والعرب وتحديات الشرق الأوسط الكبير.