جرائم التحالف من «داعش إلى قسد»


بقلم:أحمد ضوا

يتعامل التحالف الأميركي المزعوم لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي مع الضحايا المدنيين جراء غاراته بلغة الأرقام المغلفة بتبريرات أقل ما يقال عنها إنها عنصرية.
قائمة جرائم التحالف الأميركي بحق الشعب السوري أصبحت طويلة جداً وإذا ما تم إضافة جرائم التنظيمات الإرهابية التي تدعمها واشنطن وحلفاؤها ومنها داعش والنصرة إليها يصبح السجل طويلاً والسكوت عنه دولياً اشتراك في الجريمة.‏

فتحت ستار محاربة داعش يقوم التحالف بارتكاب الجرائم بحق المدنيين والتي كان آخرها بحق أهالي بلدتي الباغوز فوقاني والسوسة في ريف مدينة البوكمال السورية وأدت لاستشهاد أكثر من ثلاثين مدنياً وجرح العشرات أغلبيتهم من النساء والأطفال وتدمير كامل للمنازل والبنى التحتية.‏

منذ اليوم الأول لقيام التحالف الأميركي غير المشروع باختراق الأجواء السورية تحت حجة استهداف (داعش) لم يمر أسبوع إلا وارتكبت فيه طائرات التحالف أكثر من جريمة بحق المدنيين وكل ما فعله هذا التحالف لتبرير ذلك هو الاعتراف بارتكاب بعض الجرائم وغايته تبرير الأكثرية منها.‏

وإذا كانت دول التحالف الأميركي التي تدعي امتلاكها لأحدث الأسلحة الدقيقة والاستطلاع الجوي غير قادرة على التمييز بين مجموعات داعش والمدنيين فذلك يشكل إدانة لها ولكن الواقع أن هذه القوات كانت تقصف بعض القرى التي واجهت (داعش) فاتحة الطريق أمامه في الشرق السوري.‏

الأمر الآخر الذي بات يدركه المدنيون في الشرق السوري أن طائرات التحالف تستهدف كل قرية أو مزرعة ترفض دخول المليشيات المتعامله معها إليها وبذلك تكون هذه القوات تمارس تطهيراً عرقياً ضد شريحة من الشعب السوري لحساب شريحة أخرى وهو ما حصل مع قريتي (الباغوز فوقاني والسوسة) بريف البوكمال اللتين رفضتا دخول مليشيا (قسد) إليهما وقبلهما قرى أخرى في شرق الفرات.‏

إن التحالف الأميركي الذي جاء بزعم حماية المدنيين من (داعش) أصبح الخطر الأكبر على المدنيين ويستخدم سياسة الأرض المحروقة ضد كل قرية أو مزرعة ترفض الخضوع لإملاءات أدواته الإرهابية والمليشوية.‏

لا يكتفي هذا التحالف بارتكاب المجازر ضد المدنيين بل يعمل لفرض واقع تقسيمي وجغرافي جديد في المنطقة الشرقية بما يخالف جميع قرارات مجلس الأمن التي أكدت على سيادة ووحدة الأراضي السورية.‏

يلف تجاهل وتستر الأمم المتحدة لجرائم التحالف الأميركي الذي يعمل خارج الشرعية الدولية وتقاعسها عن إدانة جرائمه في أجهزتها الكثير من علامات الاستفهام حول دورها ومصداقية تعاملها مع كل الدول وفقاً للقانون الأمر الذي يعد في مثل هذه الحالة اشتراكاً لها بشكل غير مباشر بجرائم التحالف وتستراً خطيراً عليها وهو بكل معنى الكلمة.‏

إن ما عجزت عن أخذه واشنطن بواسطة أدواتها الإرهابية لن تتمكن من تحصيله بارتكاب المجازر بحق المدنيين ومصير أدواتها المليشوية لن يكون بأحسن حال من مصير (داعش).‏

2018-07-15