عندما تقطع ذيل الأفعى تطل برأسها

بقلم: عبد الرحيم أحمد


العدوان الإسرائيلي قبل يومين على مطار التيفور بريف حمص الشرقي ليس الأول، والرد السوري على العدوان والتصدي له لن يكون الأخير، فمعادلة ظهور رأس الأفعى كلما ضُرِب الذيل واضحة جداً خلال الحرب الإرهابية ضد سورية.. وكلما قطع الجيش العربي السوري جزء من ذيل الأفعى تطل (إسرائيل) برأسها محاولة أن تلدغ في مكان ما.‏

ذيل الأفعى الإسرائيلية متعدد للأسف وينمو كلما بتر الجيش العربي السوري جزءاً منه، فبعضه ارهابي وبعضه عربي وتركي وفرنسي وحتى اميركي، واليوم ذيل الأفعى في درعا يُقطع ويكاد يصل حد الرأس، لذلك تحركت الأفعى وحاولت أن تلدغ في التيفور، لكن رجال دفاعنا الجوي كانوا على قدر المسؤولية وهشموا الرأس.‏

انتصارات الجيش العربي السوري المتسارعة جنوب البلاد وعلى مشارف الجبهة مع العدو الإسرائيلي، قتلت حلم العدو بمنطقة أمان تشكلها التنظيمات الإرهابية على غرار جيش العميل انطوان لحد في جنوب لبنان، وقضّت مضاجع حكومته فتراها تطلق تصريحات متناقضة وتحركات متوترة تسعى من خلالها للتغطية على شعورها بالهزيمة الذي يلازمها منذ تموز 2000.‏

دومينو الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري ودومينو المصالحات التي تفرح قلوب السوريين لاشك تصيب أطراف العدوان بالغضب والحنق الذي يتفجر تصريحات ودعوات لمجلس الأمن وغيره من المنظمات التي تسيطر على الكثير من أعضائها الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة في محاولة لوقف زحف الانتصارات.‏

لكننا في سورية كلما ودعنا شمساً نصحو على فجر جديد، على وقع مصالحة وانتصار، هم يستقبلونه بألم وقلق لا يحتويه الكون بعد كل ما أنفقوا على مخطط ارهابهم وبعد كل الذي تم التعويل عليه لسنوات.‏

نتنياهو الذي كان في السنوات السبع الماضية يقلق على أدواته وأذنابه في سورية، قلق أشد القلق على مصيره ومصير كيانه.. تصريحاته تفضحه.. لقد استفاق اليوم ليطالب بأن تحافظ دمشق على اتفاقية فصل القوات.. الاتفاقية التي نقضها واستباحها عشرات ومئات المرات كرمى لعيون اذنابه وأدواته.. اليوم يطير إلى موسكو راجياً بوتين أن تحافظ سورية على الاتفاقية.. لعله أدرك أن وقت الحساب قد حان وأن الجيش العربي السوري اقترب من قطع رأس الأفعى بعد أن بتر ذيلها واذيالها.‏

ربما يدرك العدو الإسرائيلي ومن يقف معه وخلفه أن ما بعد انتصار سورية في هذه الحرب لن يكون كما قبله.. لذلك ترى الصراخ في تل أبيب والصمت في واشنطن.. ولسان حالهم يقول: فعلنا ما بوسعنا، واستخدمنا وسائل الشيطان كلها ولم نفلح فماذا بعد؟.‏

نقول لهم: إن المارد السوري ينهض اليوم.. ومتى نهض سيحاسب كل من رمى سورية بإرهابي.. وسورية لن تغفر، وشعبها لن يغفر فانتظروا الحساب.

2018-07-11