باختصار : أوروبا التي ستتغير

وزارة الإعلام

 

زهير ماجد

أوروبا تناقش قضية الإرهاب الذي يهددها ويهدد العالم، يجتمع قادتها على أمل أن يجدوا الحل بعدما سبقهم الرئيس الفرنسي الجديد ماكرون حين كشفت له سنوات الحرب على سوريا أن يعرف تفاصيلها وأسبابها والقوى فيها، فيعلن أن لا شرط لرحيل الأسد، وكانت فرنسا في طلعية من اشترط العكس.


مرة أخرى وإضافية تهتز تلك “المعارضة” السورية التي لم يبق لها سوى ما أحرزته من مال ثمنا لموقفها المخزي، ومن ادعائها أنها تمثل سوريا، فإذا هي لا تمثل حتى نفسها، وبعد اليوم لن تمثل حتى نفسها.


لا بد أن تكر سبحة الدول الأوروبية مثلما فعلها الرئيس ماكرون، وأعتقد أن أوروبا بأسرها تعرف منذ مدة حقيقة الحرب على سوريا، وكيف هي حال الوقائع فيها. لكنها كانت تحتاج إلى بلد مؤثر كفرنسا كي تمشي وراءه وتقول ما يقول، وتضع عناوين جديدة لما يجري في سوريا، وأن خلاصها من الإرهاب هو الخلاص في سوريا والعراق وفي ليبيا، ولكي يتم ذلك لا بد من وقفة واحدة ضده، بل لا بد من تغيير موقف الحلف الأطلسي الذي ما زالت له اليد الطولى في ليبيا على الأقل في اعتماد تنظيمات إرهابية مرجعية له.


مجرد كلام من هذا النوع للرئيس الفرنسي، هو انتقال من مرحلة إلى أخرى، إضاءة على حرب لعبت فيها فرنسا وبعض الدول الأوروبية المؤثرة دورا سلبيا فيها، كأن شجعت الإرهابيين على المضي في أدائهم الدموي التخريبي. ولو أن أوروبا وقفت منذ زمن الحرب إلى جانب الدولة السورية لما وصلت الأمور إلى هذا المنحى الذي وصل في بعضه إلى نقطة الخطر، لكن الجيش العربي السوري بأدائه التاريخي إضافة إلى التحالف مع حلفائه أدى إلى تغيير ميداني، بل تحول شبه شامل، نحصد اليوم نتائجه الباهرة، ويكاد البعض يسمي الأمور في سوريا بأنها ما قبل المرحلة النهائية.


قادة أوروبا إذن اجتمعوا لبحث كيفية التصدي للإرهاب، فيما الأمر في منتهى البساطة، وهو دعم الدولة في سوريا وفي الطليعة الجيش العربي السوري، ووقف الدعم عن أي تنظيم إرهابي، بل القول جهارا بتسمية الداعمين له .. لا بد من وقفة تغيير في الموقف الأوروبي، خصوصا وأن هذا اللقاء الأوروبي لم يكن ليحصل لولا الإحساس بالتهديد الخطير لبلدانه، فما زالت آثار العدوان الإرهابي تفوح من بريطانيا، ومن فرنسا، ومن ألمانيا وبلجيكا، وغيرها، وما زال أهالي الضحايا الأبرياء في تلك البلدان يبكون قتلاهم دون أن ينسوا موقف بلادهم المخزي من الحرب على سوريا.


وهنا لا بد من الاعتراف، بأن التغيير الذي طرأ على فرنسا، وأوروبا أيضا، لم يكن ليحصل لولا تلك البطولات للجيش العربي السوري في ميادينه المتعددة، إضافة لحلفائه الذين كرسوا وفاء تاريخيا في الميدان وفي السياسة وفي المحافل، بل إنهم اعتبروا حرب إنقاذ سوريا حربهم، وانتصارها انتصارهم، وقدموا في ذلك إثباتات ميدانية لعبت دورا في الوصول إلى المتغيرات الحالية.


الرئيس ماكرون وضع يده على أول الطريق الآخذ إلى نصرة سوريا، وحين تكون فرنسا تكون أوروبا تقريبا. إنها ليست مجرد إضافات للنصر السوري، بل هي المؤشر إلى أن سوريا أصبحت في الربع الساعة الأخير من الحرب عليها، بل من المؤامرة الدولية التي اقترب موعد تحطمها على صخرة جيشها المقدام.

 

2017-06-24